|
عن : صحيفة جورنال الايطالية وأشار إلى أن برنامج حزب سيريزا المناهض لحلف شمال الأطلسي يعتبر « قنبلة جاهزة للانفجار في اللعبة الجيوساسية الدولية» مع إغلاق قواعد الناتو في اليونان تزامناً مع خروج البلاد من دورها العسكري داخل تلك المنظمة، وهذا يمكن أن يبعثر الأوراق التي تحتفظ بها المنظمة، حسبما يعتقد ستاغنو الذي أشار بشكل خاص إلى أهمية المجالين الجوي والبحري لقاعدة خليج سودا في جزيرة كريت التي تعد بمنزلة قاعدة لاختبار الصواريخ وهي « نقطة محورية لعمليات الناتو في أفريقيا وحصناً قديماً ضد الاتحاد السوفييتي «. إن التوجه السياسي لرئيس الوزراء اليوناني وزعيم حزب سيريزا، إلكسيسسي تسيبراز، سيؤدي إلى خروج القوات اليونانية من أفغانستان والبلقان وإلى إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري مع إسرائيل والمساعدة في تشكيل حكومة فلسطينية على حدود 1967 وإعادة التفاوض ومراجعة الاتفاقيات الموقعة مع تركيا «. ومجموعة هذه الإجراءات تشير إلى رغبة اليونان بالابتعاد عن الغرب وإن مثل هذا التحرك يشير إلى إمكانية إنشاء «محور جديد...بين روسيا واليونان « وقد استشهد الكاتب ستاغنو بدعوة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نظيره اليوناني بانوس كامينوس لزيارة روسيا، من أجل مناقشة الاستثمارات الروسية في الموانئ اليونانية والبنى التحتية للطاقة « لإكمال صورة التوازن الجديد، عبر تمويل بوتين لدير روسي عظيم على جبل آثوس» وقد كتب: «إذا ما أصر رئيس الوزراء اليوناني على حماسه، فمن المرجح أننا سنجد كوبا مصغرة تماماً على حدودنا «. في وقت سابق من هذا الأسبوع أعرب وزير الدفاع اليوناني عن غضبه من محاولات ألمانيا المزعومة للسيطرة على مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وفق ما أسماه الابتزاز ومحاولة الاستيلاء على مقاليد الاتحاد الأوروبي وبالمقابل حذر وزير الدفاع الألماني أورسولا فون ديرلين في مقابلة مع صحيفة سودويتشه زيتونغ الحكومة اليونانية الجديدة « من موقفها في طريق تحرك أقرب إلى روسيا «. وقد بادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهنئة حزب سيريزا بالفوز في الانتخابات واليكسيس تسيبراس على توليه منصب رئيس الوزراء وثمة ما يلوح في الأفق عن قرب فتح طريق نقل الغاز الروسي عبر اليونان وكان وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس رأى أن خلاف بلاده مع الشركاء الأوروبيين يتمحور حول فرض عقوبات ضد روسيا «، ما يشير إلى تقارب وثيق في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتقارب بين البلدين يعكس ثقة يونانية بقيادة روسيا حيث كشف استطلاع غالوب عام 2014 ازدياد نسبة المؤيدين للقيادة الروسية بدلاً من الاتحاد ويأتي هذا مع ارتباط اليونان بروسيا بعلاقات ثقافية ودينية واقتصادية لسنوات، وروسيا هي أيضاً واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين لليونان ويعكس الميل الشعبي اليوناني الكبير لروسيا مؤخراً سخط اليونانيين القوي على قيادة الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي عانى فيه الاقتصاد اليوناني العام الماضي من ضربة قوية وموجعة عندما حظرت روسيا واردات الغذاء من أوروبا كردة فعل على العقوبات الغربية ولا سيما أن الصادرات الزراعية اليونانية التي تشكل 41 بالمئة من مجمل الصادرات اليونانية إلى روسيا وتبلغ قيمتها 200 يورو، لذلك وبعد الضربة التي تعرض لها اقتصادهم فإن 37 بالمئة من اليونانيين يوافقون على قيادة روسيا مقابل 18 بالمئة لقيادة الاتحاد الأوروبي، يضاف إلى ذلك نسبة من يرى ن أداء القيادة الروسية أفضل من القيادة الألمانية بنسبة 26 بالمئة. أي بزيادة من أكثر من 10 نقاط. اليكسيس تسيبراس البالغ 40 عاماً أصبح الزعيم اليوناني الوطني الجديد في كانون الثاني بفوز حزبه اليساري بالانتخابات البرلمانية اليونانية وتوصله إلى اتفاق مع حزب اليمين اليوناني المستقل لتشكيل أغلبية، تعهد بمراجعة تدابير التقشف التي تهدف إلى إنقاذ البلاد، ومواءمة الشروط التي وضعها الدائنون. وهكذا فخروج اليونان من الناتو .. خروج من تحت المقصلة. |
|