تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


( نحت على جسد لم يكتمل ).. مجموعـــــة قصصيـــــــــة تحتفــــــــــي بالأمــــــــل

ثقافة
الاثنين 16-2-2015
عمار النعمة

مجموعة قصص متنوعة محورها المرأة كتبتها القاصة الشابة روان الجندي في كتابها الذي صدر عن دار أرواد للطباعة والنشر والتوزيع وحمل عنوان (نحت على جسد لم يكتمل).

من القصص نذكر بعض العناوين: ( روح تحاور المكان - عصافير محمود درويش بين الشك واليقين - رماد على ضفة القلب - رحيل الصمت - ذاكرة تأبى النزوح - يمامى المنفى...الخ).‏

روان التي أهدت كتابها لقريتها وأولادها وكل مَن آمن بموهبتها انتقت في مجموعتها مفردات توافق أسلوبها التعبيري وما يلائم القارئ..كأن تقول في إهدائها:‏

الى كل ساقية شقت الصخر لتسكب فيك الجمال والحياة‏

الى لون الصبح وضوع الشتاء بين أهداب مفارقك‏

الى بيت حواء..‏

اليك قريتي / بحوي..‏

الى كل روح آمنت بي في الحضور والغياب فكنت أنا..‏

(الثورة) التقت القاصة روان الجندي لتحدثنا عن تجربتها الأولى في عالم الإبداع فقالت: نشأت في بيت يُعنى كثيراً بالشأن الأدبي، وأخص بالذكر والدي الذي تفتحت عيناي عليه وأنا أرى بين يديه كل يوم كتاباً جديداً.‏

لقريتي الصغيرة بالغ الأثر أيضا في ميولي الأدبية، بما رفدت ذاكرتي من صور للجمال العذري الذي مازال يسترخي بين ربوعها... وللبحر أيضاً حصته الكبيرة، فلطالما استمدت أفكاري اتساعها من أفقه الرحب.‏

بدأت الكتابة بالشكل القصصي الذي أراه الأنسب لشخصي في بداية التسعينات لكني لم أحاول العمل على احترافه إلا مؤخراً بعد إصرار من أصدقائي وعائلتي على ذلك.‏

درست الموسيقا وعملت بها، وربما من أجل ذلك قال لي البعض أن النَفس الشعري واضح في كتاباتي... رغم أني لا أدّعي كتابة الشعر أو إتقانه، لكني حتماً أتذوق موسيقاه جيداً.‏

تفوق الطابع الأنثوي في كتاباتي لينسحب على معظم قصص المجموعة، لم أتعمّد ذلك أبداً فللحياة من منظوري، وجهان /امراة ورجل/ لا يكتمل مشهد الحياة إلا بهما معاً... لكن ربما كان لشخصية الكاتب أثرها الأكبر على كتابته مهما حاول التجرد منها.‏

أتبنى كل أنثى تؤمن بكيانها وتتمرد تمرداً منضبطاَ لايرتدي زي العرف ليخفي به ضعفه.. وكل رجلٍ يعرف كيف يمارس رجولةً حقه دون تميّز ذكوري موروث.‏

الحب قيمة القيم، لا يستقيم وجه الإنسانية دونه.‏

الحرية حلم لن يمل رفقة وسنات نومنا.‏

لنكن أحراراً بفكرنا وعملنا حتى يتجلى ذات أمل، واقعاً بين يدينا.‏

ومن قصة (سأخفيك سراً أيها البحر) نقتطف المقطع التالي:‏

جلس إلى البحر يستعيد معه ما أخلف من مواعيد, لقد تعوّد لقاءه كل يوم قبل ذهابه للعمل.‏

هو عادة لايخلف له موعداً فقد كان هذا اللقاء مقدساً بالنسبة إليه لايثنيه عنه لاحر الصيف ولاقرّ الشتاء.‏

«وحده البحر من تأنس له الروح ويطيب بحضوره البوح» لقد جعل منه مستودعاً لأسراره, يأتي إليه معبأً بالحكايا, يلقيها إليه ليعود خفيفاً مستأنفاً بقايا يومه.‏

نعم إنها بقايا..هكذا يشعر بها لأن أهم مايعنيه من أيامه, هو تلك الوقفة اليومية مع هذا اليم العظيم.‏

ammaralnameh@hotmial.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية