تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(خليها علينا)..نســــــخ أم مســـــــــخ لـ (هيـــــــــدا حكـــــــــــي).. ؟

ثقافة
الاثنين 16-2-2015
وكأنما فرغت جعبة (mbc) في استنساخ البرامج الغربية.. أو لعلها أرادت تغيير عادتها في مسخ الغربي إلى عربي.. كنوع من كسر روتين «التقليد».. أو للخروج على تقليدها الأبرز ذاك.. فبدأت بنسخ برامج شقيقاتها من المحطات العربية.

مؤخراً.. تبث القناة الرئيسية من المجموعة برنامج (خليها علينا)، إعداد وتقديم المطربة أروى.. ولن يخفى على من يتابعه التشابه الكبير بينه وبين برنامج (هيدا حكي) من حيث الهيكلية.. من حيث أداء المقدّم- المقدّمة، وتوزيع الفقرات.‏

صحيح أن أروى تضيف بعض الفقرات التمثيلية الساخرة كنوع من التمويه، أو لإبراز الممثلة فيها.. للإضاءة على موهبة تُضاف إلى قائمة مواهبها التي يبرع البرنامج في إبانتها.. ومع ذلك لا يُلغى الشعور المتصاعد أنه بمجمله لم يُنتج إلا لإظهارها «مؤدّية» أولى تكتسح هذا النمط البرامجي بعدما نجح به اللبناني عادل كرم في (هيدا حكي)..‏

والسؤال.. هل نجحت فاكتسحت بجدارة ومهارة أم بقيت مجرد خيالٍ لظل «المؤدّي».. ؟‏

الفرق فاقعٌ بين الاثنين.. ينجلي عنه إحساسٌ يشي بحال من تصنّع لدى أروى بينما مجمل الأريحية والعفوية هو ما يطبع أداء عادل كرم.‏

بمعنى.. أداء الأولى تقليد.. والثاني يتفرّد بأداء أصيل.‏

الكوميديا مع أروى سمجة لاسيما في الفقرة التي تقدّمها تحت مسمى أخبار المجتمع.. حيث المشاكسة.. رش «اللطشات».. وتوزيع «القفشات»، على أساس أنها تصيد من خلالها مواقف محرجة لزملائها الفنانين.‏

تحاول وتجتهد لاستنطاق روح البهجة لدى مشاهدها ويا ريتها تنجح، بدايةً، باستنطاق روح النكتة لديها.‏

إذاً هل يُفترض بكل من هُيئت له أسباب امتطاء صهوات التقديم البرامجي في فضائيات البث العربي أن يعتليها كيفما اتفق.. ؟‏

ثم ألم تلحظ أن الأسلوبية الساخرة التي يتبعها عادل كرم في (هيدا حكي) توظّف في واحدة من الفقرات، لغاية النقد السياسي الخاص بالداخل اللبناني.. بمعنى تمرير رسائل وإظهار مواطن عيوب بقالب التهكّم والسخرية.. إذ ليس الموضوع مجانياً هنا.. فكيف انقلب بين يدي أروى.. ؟‏

في (هيدا حكي) دائماً ما يوجد أحد الضيفين من الوجوه السياسية اللبنانية.. ما يمنح البرنامج بُعداً واقعياً ناقداً.. أما في (خليها علينا) الوجود الأبرز دائماً لضيفين النكتة الحقيقية حدثت في حلقة استضافة الممثلة الكويتية هيا الشعيبي.. حين احتدت هذه الأخيرة عندما نقد عادل كرم المطربة أحلام، مدعيّة أنها لم تسمع بأحد اسمه عادل كرم.. والمفارقة أنهم «يلطشون» فكرة برنامجه ثم يدّعون أنهم لا يعرفونه.‏

لم تسمع به ويستفزها كل هذا الاستفزاز الذي يجعلها تعلن أنها لا تسمح بأن تُذكر مطربة «خليجية» بطريقة سيئة.. وفق ما تدعي أن كرم فعله.‏

ثم تقدّم الشعيبي فصلاً من التزلّف لحبيبتها وأمها قناة (mbc).‏

واقع الحال يظهر اكتساح هكذا نماذج من الفنانين والمحطات كامل المشهد «الميديوي».‏

قنوات البترودولار تحتضن العربان ذويها.. تلمّع مظهرهم ليعودوا يلمعون سمعتها.. تؤمّن لهم المنبر.. إذ لولا دراهمهم هل من فضاءات تحتويهم.. ؟‏

lamisali25@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية