|
دراسات وحل مؤسساته وجعل شعبه يعيش في فوضى عارمة. وفي الأيام القليلة الماضية وقف جورج بوش أمام ممثلي 191 دولة وحكومة في العالم ضمت فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليتحدث عن إنجازاته المزعومة في الديمقراطية والحرية وتخليص الشعوب وفي مقدمتهم العراقي من الديكتاتورية المزعومة, متجاهلاً أنه قذف بهم إلى المجهول وقتل مئات الألوف منهم وشرد الملايين داخل العراق وخارجه. ورغم أن كلمة بوش لقيت استياءً عاماً من قبل الحاضرين إلا أنه أصر على تكرار نفس الجمل والعبارات التي مل منها العالم متهماً الآخرين بالإرهاب ومحملاً دولاً بعينها ما اقترفته يداه في العراق وأفغانستان ,مصنفاً الحكومات بين الأخيار والأشرار وداعياً الجميع إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية متجاهلاً أنه السباق إلى انتهاكها وما قرار غزو العراق دون تفويض من الأمم المتحدة إلا البرهان الساطع على ذلك, نسي بوش وهو يتحدث عن الحرية وعن الإرهاب الذي يكافحه وعن العدالة أنه هو الذي نشر الإرهاب في أرض الرافدين, وهو الذي دمر بنية العراق التحتية وهجر ثلث شعبه وقتل أكثر من مليون من أبنائه وهو الذي جعل هذا البلد العربي يمر بمرحلة مأساوية لم يشهدها عبر تاريخه بعد أن حل مؤسساته وجيشه الوطني. واليوم وبعد خمس سنوات على كارثة الغزو لايزال بوش يحمل دول الجوار مسؤولية الوضع المتفجر هناك, ولايزال يحمل الحكومة العراقية مسؤولية عدم ضبط الأمن ولايزال ينكر أن صورة بلاده أصبحت قاتمة لدى الشعوب وسمعتها هبطت إلى الحضيض لأنه لا يستطيع أن يمحو ما جرى من جرائم ضد الإنسانية في سجني أبو غريب وغوانتنامو والسجون السرية والطائرة والعائمة, وكل ما جرى من انتهاك لحقوق الإنسان وامتهان لكرامة البشر في أروقة السي آي ايه. اليوم, العراقيون يموتون بسبب تداعيات آثار الغزو الرهيبة بعد أن انعدمت كل مقومات الحياة في ربوعهم لكن المفارقة أن بوش لا يزال يصر على انتصاراته الخلبية رغم كل هذه النكبات!!. |
|