تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إنجازات تقارب الصفر!!

ترجمة
الأحد 28/9/2008
ترجمة: أ. أبو. هدبة

شهدت إسرائيل حكومات عديدة في سنواتها الستين. ولكن من المشكوك فيه أن تكون هناك حكومة أسوأ من حكومة اولمرت التي وصلت أمس الى نهايتها. فإنجازاتها بعد سنتين وتسعة اشهر, قريبة جدا من الصفر.

اولمرت الذي لم ينتخب لمنصبه, احتل مكان ارئيل شارون عندما مرض. وكخليفته في رئاسة كديما, الحزب الذي تشكل من أعضاء من الليكود ومن العمل, قاد اولمرت الحزب نحو انجاز متواضع, اقل من ربع النواب, كان فيه ما يكفي لتشكيل حكومة.‏

وفي تركيبة المناصب العليا عمل اولمرت بشكل غريب حقيبة المالية لابراهام هيرشيزون, حقيبة الدفاع لعمير بيرتس, حقيبة العدل لحاييم رامون. أما النتائج فلم تتأخر في الوصول.‏

هيرشيزون اشتبه بالفساد واستقال, بيرتس فشل في منصبه كوزير دفاع, ضمن أمور أخرى في إدارة الحرب في لبنان, وفقد رئاسة حزب العمل.‏

رامون اختار المواجهة مع المحكمة العليا, وفي وقت لاحق, عندما أدين بأفعال مشينة بحق مجندة, أحيل عن منصبه ولكن رفعت مرتبته الى منصب النائب الأول لرئيس الوزراء. وفي مكانه, كوزير للعدل, عين اولمرت البروفيسور دانييل فريدمان, الذي عمل كالثور الهائج في مواجهة المؤسسة القضائية الذي يفترض به أن يحميها. الأضرار التي سيخلفها لا يزال من الصعب قياسها. ولكن مساهمته في فقدان الثقة بالجهاز القضائي وبسلطة القانون واضحة منذ ألان.‏

اكبر خيبات الأمل مرتبطة بالمجالين السياسي والأمني. بعد تشكيل الحكومة بأشهر عديدة, قرر اولمرت, بتأييد من وزرائه, وفي أعقاب اختطاف جنديين على الحدود الشمالية, الخروج على نحو متهور بحملة واسعة النطاق في لبنان. تقرير فينوغراد, بجزئية, أوضح عمق الفشل سواء في عملية اتخاذ القرارات أم في مدى جاهزية الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية لما تدحرج في نهاية المطاف الى حرب لبنان الثانية.‏

ورغم كل هذا تمسك رئيس الوزراء بكرسيه ورفض الاعتراف بمسؤوليته, حتى بعد اعتزال وزير الدفاع بيرتس ورئيس الأركان دان حلوتس. في الساحة الفلسطينية كانت اتصالاته مع محمود عباس غير جدية وعقيمة. ورغم تصريحاته بشأن التقدم نحو )اتفاق رف(, تبين هنا أيضا بان الحديث يدور عن كلمات فارغة وليس أكثر. بالمقابل, في قطاع غزة اضطر اولمرت لان يوافق على اتفاق تهدئة مع حماس في ظروف موضع خلاف. وفي القناة السورية أيضا التي بدا فيها تقدم معين, وجد اولمرت صعوبة في رفع المحادثات الى مستوى المفاوضات. وهو ينهي ولايته دون أن تكون إسرائيل قريبة من السلام في أي جبهة, أكثر مما كانت عشية تسلمه مهام منصبه.ولكن فشله الأكبر كان في ما يبدو في هذه اللحظة كسلسلة جرائم ظاهرة, وهي التي أدت الى إنهاء ولايته قبل أوانها. وضمن أمور أخرى فانه يشتبه بجرائم خطيرة مثل الرشوة, الخداع وخرق الثقة في ملابسات خطيرة, تبييض أموال وغيرها وغيرها. سلوكه الشخصي, الذي عكس نزهة استمتاع وطمع, بث روحا سيئة على ادائه كرئيس وزراء. رئاسة الوزراء كانت على حد قوله )مكان العمل( بالنسبة له. ينبغي التعلل بالأمل في ان يفهم رئيس الوزراء التالي لإسرائيل أهمية التحديات التي تحدق بإسرائيل اليوم ويرى في منصبه رسالة في خدمة الجمهور.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية