|
رمضانيات
قدمت ألواناً جميلة من الفنون التي اشتهرت بها دمشق أيام زمان. فأعادت الروح إلى ما اندثر منها مثل الحكواتي ومسرح خيال الظل (كراكوز وعيواظ). في اليوم الأول عشنا لحظات خشوع مع الانشاد الديني وفرقة أبي أيوب الأنصاري التي قدمت مجموعة من التواشيح الدينية التي تضمنت الابتهالات والمدائح النبوية وسط جمهور كبير, وفي اليوم الثاني قدمت فرقة الموالدية وصلة من الدوران الصوفي على ألحان وإيقاعات مجموعة من الأناشيد الدينية التي قدمت مسجلة وتألفت الفرقة من ستة راقصين ثلاثة منهم صغار, منهم طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره مع ذلك قدم دوراناً جميلاً, أما اليوم الثالث.. فكان اليوم الأجمل حيث أعادنا إلى أيام زمان, حيث كانت دمشق عامرة بالمقاهي وبالحكواتي وخيال الظل الذي افتقدناه من زمن طويل. في الأمسية الثالثة شهد خيال الظل انبعاث الروح فيه من جديد على يد الفنان رشيد الحلاق ابن حكواتي الشام المشهور (أبو شادي) وقدم وصلات كوميدية ضاحكة عن بعض عادات الشام القديمة والأمثال الشعبية التي اشتهرت فيها منها المثل الذي يقول (اللي استحوا ماتوا). وملخصه أن مجموعة من النساء دخلن منذ زمان بعيد إلى حمام السوق ليستحممن وبالطبع خلعن كل ثيابهن في المقصورة الداخلية, وفجأة شب حريق في الحمام وخاصة في المقصورة التي تتواجد فيها النساء وتعالت (الولاويل) وفضلت بعض النساء الخروج إلى الشارع من الحمام عاريات لينقذن أنفسهن, بينما استحى البعض الآخر منهن من الخروج عاريات وبقين داخل الحمام حتى أتت النيران عليهن وقضين نحبهن. ومن هنا جاء المثل (اللي استحوا ماتوا). كما قدم مسرح الظل بشخصيتي كراكوز وعواظ وصلة ضاحكة مادتها اللغة الإسبانية وشخصية دونكيشوت وسط اعجاب الصغار والكبار. وهذه الخيمة الرمضانية الإسبانية أصبحت تقليداً سنوياً إذ تقام هذا العام للسنة الرابعة ونتمنى أن تكثر هذه الخيم لتعيد لشهر رمضان المبارك رونقه وبهجة لياليه التي افتقدناها منذ سنوات بعيدة.ولاسيما مسرح خيال الظل الذي لم يجد من يحافظ على تقاليده فاختفى تماماً من حياتنا, حتى جاء رشيد الحلاق ليعيده إلينا من جديد. أما الحكواتي أبو شادي وهو أشهر حكواتي في دمشق فقد قدم بدوره حكايات ممتعة عن دمشق أيام زمان وكعادته كان يحمل سيفه الذي يضرب به على طاولة صغيرة إلى جانبه مع تصاعد الفعل الدرامي في حكاياته وسط اعجاب الجمهور فيه, فكانت أمسية جميلة نتمنى أن تتكرر. |
|