|
فضائيات أو المرأة الساحرة التي كانت تتصرف وكأنها في زيارة خاطفة للدنيا, كما وصفها الكاتب الراحل مصطفى أمين, بعيداً عن كل هذا نستطيع القول: الفنانة -سلاف فواخرجي- لعبت الدور بأشد إتقان وحب وإبداع مما توقعنا. رغم يقيننا بطموحها وموهبتها وعشقها وإخلاصها لفنها. نعم أتقنت الدور بشكل جعلنا نفتش في حياة أسمهان علّنا نرمم ما التمسناه من سلبيات في شخصية أحزننا الغموض في موتها تلك السلبيات تركت لدينا الكثير من الاستفسارات ولا سيما بعد مشاهدة المسلسل. والاطلاع على حياتها وآراء المقربين منها, من ملحنين ومخرجين ونقاد وباحثين وموسيقيين, فلماذا?!.. الخلل النفسي الواضح في شخصية أسمهان هذا الخلل الذي عُكس من خلال صورتها كفتاة تمتلك موهبة لكنها لا تمتلك التماسك والوضوح? ويحق لنا أن نقول إنها من خلال تصرفاتها الغريبة وتوترها الدائم أعطت انطباعاً سيئاً جعلها تبدو إنسانة غير متوازنة, بل لا تعرف ماذا تريد. ربما يقول قائل -إن الضغوط التي تعرضت لها أسمهان الفقر- تقاليد بيئتها- شقيقها فؤاد هي السبب في غموضها وقلقها وضياعها بهذا الشكل. ولكن, وكما رأينا, فأسمهان ورغم صغر سنها لم تكن لتأبه للتقاليد ولا لشقيقها رغم كل الضغوط التي مارسها عليها بل لم يكن يشغلها إلا الحصول على المال, وبأي طريقة, لتعيش الحياة بطولها وعرضها. هل كان هدف أسمهان الشهرة وإثبات الموهبة?!.. سؤال تراجعنا عن اليقين في الإجابة عنه لطالما وجدناها تسعى لذلك. وإلا فما معنى أن تنغمس في السهر والشرب والتدخين والقمار في اللحظة التي بدأت فيها انطلاقتها الحقيقية وشهرتها. ورغم نصائح كثير من كبار الفنانين في عصرها أولئك الذين حاولوا مساعدتها والأخذ بيدها. والتي كانت تحلم بأن يقتنعوا بها. - في الحب- بدت أسمهان مستهترة لا مبالية. فرغم عشق ابن عمها لها (حسن الأطرش) ورغم تغاضيه عن كل التجاوزات التي قامت بها. لم تلتزم معه. وطلبت الطلاق ولا نعرف إذا كان ذلك كرمى لعيون الفن, الذي لم تلتزم به مثلما التزمت بمواعيد انطلقت وراء أصحابها, من عمالقة الفن الذين كانت تقابلهم وتسعى جاهدة لكسب قلوبهم, لتنطلق وكلما انتهت من أحدهم إلى آخر.. يا ترى من أسمهان.. تابعنا المسلسل ليزداد السؤال غموضاً ولا إجابة واضحة?.. أكانت وكما بدت فتاة ليل, أم مهووسة بالحياة, أم مريضة نفسياً. أم مطربة لا هدف لها سوى إقناع الفن بروعة صوتها?! يبقى الأهم, لماذا دخلت, ودون غيرها من مطربات عصرها لعبة السياسة والمخابرات الدولية?. لا أحد يعرف.. حتى أولئك الباحثون في تفاصيل حياتها, اعترفوا أن هناك الكثير من جوانب الغموض والأسرار التي دُفنت معها قبل أن يستطيعوا كشف الستار عن حقيقتها.. شكراً للجهد الذي جعل كل من شارك في هذا العمل يحصد القمة ولاسيما الطموحة المبدعة (سلاف فواخرجي) التي أدهشتنا فعلاً في الوقت الذي خذلتنا فيه أسمهان بغموضها وعدم مبالاتها وعدم التزامها- وأشياء أخرى ما زالت قيد الغموض, وبأسرارٍ غيّبت عنا الحقيقة.. |
|