|
فضائيات
فأحداث تلك المسلسلات مستمدة من خمسينيات القرن الماضي وهي مكررة بامتياز رغم بعض الاستثناءات وما أضيف إليها من توابل ومنكهات حتى تصبح ناضجة فمعظم المسلسلات في هذا العام قاسمها المشترك التدخين والموائد وليس الفوائد, وكأن أعمالنا الدرامية باتت باباً للإعلان عن أنواع السكائر والأراكيل وأن فكرة العمل لم تكن لتصلح بدونها حيث بات الأطفال واليافعون وشباب الجامعات يقلدون الكثير من الممثلين في طريقة التدخين وغيرها من العادات الخاطئة كاللباس والشعر الطويل والتشبه بأشكال غريبة على بيئتنا ومجتمعنا كل الغرابة . ومع بدء العد التنازلي لانتهاء تلك الأعمال وبغض النظر عن استباق الأحداث قبل أن نرى عرضها الكامل إلا أنه كما يقال (المكتوب مبين من عنوانه) فالكثير من الأعمال فقدت الكثير من ألقها وجودة فكرتها بين مايسمى الإطالة أو مطمطة الأحداث وفبركتها من جهة ورداءة الطرح من جهة أخرى, فجاء النص خالياً من أي مقولة أو مضمون أو هدف فعلى سبيل المثال جاء مسلسل باب الحارة هذا العام وكأنه كما يقولون بالعامية (كمالة عدد) حيث باتت شخصية فريال القوية التي تؤديها الفنانة وفاء موصللي وكأنها العمود الفقري لهذا المسلسل, فحكايتها وحكاية ابنتها لطفية مع زوجها وضرتها وخلافاتها مع سعاد وشهيرة والداية أم زكي حولت المسلسل إلى مسلسل حريم بامتياز على حساب بقية محاور العمل. ومع احترامنا الشديد لهذا العمل وغيره فإن ثقافة الموائد وقلة الفوائد والزيجات المتعددة والطلاق طغت على معظم تلك المسلسلات. أما في مسلسل يعتبر من النوع المعاصر كما يرى صناعه فيقف اثنان من ممثلينا الشباب وكأنهما في سباق للتفنن في تدخين السيجارة حتى صار معظم أبنائنا وطلبة مدارسنا والمراهقين يتبارون في حمل علب السجائر في حقائبهم المدرسية. إحدى السيدات علقت قائلة صرت أخاف على ابنائي من تلك الأفكار الغريبة فأحد أولادها بات يحمل (سكين كباس) أسوة بما يراه في مسلسلاتنا من رجولة أو كما يقال له (بالقبضاي), وسيدة أخرى قالت لم أستطع أن أجعل ابني طالب المدرسة يذهب لحلاقة شعره بعد أن شاهد في مسلسل الخط الأحمر شخصية ميلاد يوسف بدور تامر وزملائه وشعرهم الطويل وموسيقاهم الصاخبة ورقصهم على أنغام موسيقا لاتمت لنا بصلة, ناهيك عن طريقة اللباس التي لاتشبهنا بشيء. صحيح أن كاتبي تلك المسلسلات أرادوا أن يوظفوها ليقولوا لنا من خلالها فكرة قد تكون قيمة, ولكن على مايبدو فقد قالوا شيئاً وغابت عنهم أشياء. |
|