|
معاً على الطريق هذا التلخيص البسيط لتجربة معقدة لم أحصل عليه من المتابعات الصحفية التي استغرقتها التفاصيل الجزئية بلغة متعالمة لهثت وراء الأسماء العلمية للجزئيات التي تقوم عليها التجربة.. هذا التلخيص مأخوذ من رواية ملائكة وشياطين الصادرة قبل عقد من الزمان, لكن كاتب الرواية دان براون يكاد يستشرف فيها تفاصيل التجربة العلمية بدءا من مكان إجرائها إلى أدق إجراءاتها العلمية في اطار حبكة بوليسية مشوقة تحاول أن تجيب عن بعض الأسئلة الإشكالية التي رافقتها ولا سيما موقف رجال الدين الموزعين ما بين الإخلاص لجوهر الدين أو للمؤسسات الدينية.. الحضور المفاجئ والمذهل لهذه الرؤية العلمية شبه التخصصية والاستشرافية في عمل أدبي تشرحها في الرواية شخصية فيتوريا العالمة في المركز الأوروبي للأبحاث النووية عندما تقول إن الأفلام العلمية الخيالية الجيدة تكون إجمالا مستوحاة من مسائل علمية حقيقية وصحيحة. أردت العودة إلى هذا النموذج لغرضين, أولهما أهمية الأدب والفن وليس فقط للأهداف التقليدية المتعارف عليها لجهة أنها تهذب الأرواح وتزيد المعارف وتطور المدارك, بل وأيضا لأهداف استعمالية ولوجستية تحصننا من مخططات يتم الرسم والتمهيد لها على أعلى المستويات عبر الوسائل الفنية والإبداعية. أما الهدف الثاني والمستنبط من الأول فعلى علاقة بتجربة التفجير ذاتها, فهي وحسب الكتاب لن تجيب فقط عن أسئلة فلسفية حيرت البشرية, بل ستمد العالم بطاقة بديلة ومهولة ستدحر الحاجة إلى إمداداتها المعروفة الآن بدءا من النفط ووصولا إلى الطاقة النووية, ما يعني أن بإمكاننا أو علينا التساؤل عن السر في تسرب التكنولوجيا النووية إلى دول من خارج منظومة الكبار? ألا يكمن السبب في أنهم باتوا يتعاملون معها كفتات من الممكن إلقاؤه للمحتاجين بعيدا عن الاكتشافات الأحدث. الأفضل ألانتعامل باستهانة مع هذه السياسة لأن كثيرا مما يدهشنا الآن على الساحة الدولية ربما سبق للأدب والسينما العالميين أن عرضا لها. dianajbbour@yahoo.com |
|