|
نيويورك موسكو و لا شك ان النهج الامريكي تجاه القيادة الروسية بعد ازمة القوقاز قد دفع بالعلاقات بين البلدين الى حافة الهاوية مع محاولات واشنطن تأجيج حرب باردة بنشر الدرع الصاروخية على الحدود الروسية و بالموافقة على ضم جورجياو اوكرانيا الى حلف شمال الاطلسي , الامر الذي تعتبره روسيا تهديدا لامنها القومي و تعهدت بالرد عسكريا اذا ما تطلب الموقف ذلك .الوزيرة الامريكية كوندوليزا رايس و بعد اول لقاء لها مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في نيويورك بعد الحرب الروسية الجورجية قالت ان بلادها تدرس الاجراءات التي يمكن اتخاذها اذا استغلت روسيا النفط او المعادن باقليمين جورجيين انفصاليين توغلت فيهما الشهر الماضي. وفي مقابلة مع رويترز, استخدمت رايس لغة )صارمة غير معتادة(, لوصف اعمال روسيا التي قالت انها وضعت نفسها في مازق على الساحة الدولية بتوغلها في جورجيا. وقالت عن الروس:(احيانا عندما يحفر شخص ما حفرة فمن الافضل ان تتركه فيها(. واضافت: ان الكثيرين في باقي العالم رفضوا توغل موسكو العسكري في جورجيا الشهر الماضي واعترافها بعد ذلك بمنطقتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين كبلدين مستقلين. وبموجب اتفاق لوقف اطلاق النار, تم التوصل اليه بوساطة فرنسية امام روسيا حتى العاشر من تشرين الاول لسحب قواتها من )مناطق امنية( حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وقالت روسيا انها ستحتفظ بعدد 7600 جندي في المنطقتين الى اجل غير مسمى. ويحذر مسؤولون اميركيون موسكو من انها ستواجه رد فعل قويا اذا لم تمتثل لاتفاق وقف اطلاق النار. وقالت واشنطن ايضا, انها تراقب لترى ما اذا كانت موسكو ستتحرك لاستخراج موارد طبيعية من المنطقتين الانفصاليتين. وقالت رايس:(ندرس مسائل بشان موقف الولايات المتحدة اذا اختارت شركات روسية )محاولة القيام باعمال(, او تحديدا )المشاركة في انشطة استخراج (موارد) في منطقة هي منطقة صراع( وهي بالفعل جزء من حدود جورجيا المعترف بها دوليا, موضحة, ان(الاستخراج يمكن ان يعني اكثر من النفط(... )يمكن ان يعني ايضا المعادن(. ولم تقل ما يمكن ان تفعله الولايات المتحدة بشان اي من تلك الانشطة التعدينية. وقالت:(لم نتوصل الى اي مقررات(. وبدت رايس غير قلقة بشان اعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان موسكو ستعزز رادعها النووي في وقت يشهد توترات مع واشنطن. وقال ميدفيديف, ان روسيا ستبني نظاما للدفاع الفضائي واسطولا جديدا من الغواصات النووية بحلول 2020. وقالت رايس:(ميزان القوى من حيث الرادع النووي لن يتاثر بتلك الاجراءات(, واضافت, ان الرادع النووي الاميركي )قادر( و(قوي(, و(ان الولايات المتحدة ستحدثه اذا لزم الامر(. وقالت:(هذا ضمان كاف في مواجهة اي تحديث قد تقوم به روسيا(. وتابعت: ان واشنطن لا تزال مهتمة بمواصلة انشطة الحد من التسلح مع روسيا بما في ذلك دراسة ما ينبغي ان يتبع معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية التي خفضت الرؤوس الحربية النووية لدى البلدين ووسائل نقلها والمقرر ان ينتهي اجلها العام القادم. وقالت:(نناقش ما ينبغي ان يتبع معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية, لا سيما في ما يخص اجراءات التحقق وما شابه(. ورفضت ايضا الانتقادات بان النهج الاميركي المتشدد بخصوص التحركات الروسية في جورجيا قد عرض للخطر التعاون الاستراتيجي مع موسكو. وقالت رايس: ان قائمة القضايا التي عملت واشنطن مع موسكو بشانها, )من السعي لتفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية الى مكافحة الارهاب الى محاولة اقناع ايران بتعليق انشطتها النووية(, هي اطول مما كانت عليه خلال الحرب البادرة. وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تحدث عن خطط لتعزيز الترسانة العسكرية وإنشاء نظام روسي حديث للردع النووي بحلول عام 2020 يشمل نظاما للدفاع الفضائي وغواصات نووية جديدة, وقد اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية أن الإجراءات الروسية لن تؤثر على ميزان القوى. وقال ميدفيديف لقادة الجيش الروسي بعد حضوره تدريبا عسكريا في منطقة أورنبورغ في جبال الأورال الجمعة إن الخطة تشمل نظاما واسع النطاق لأنواع جديدة من السفن وبالأساس غواصات نووية مسلحة بصواريخ كروز وغواصات متعددة الأغراض إضافة إلى إنشاء نظام موحد للدفاع الجوي والفضائي. |
|