تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مناظرة 90 دقيقة دون أهداف... أوباما وماكين اختلفا في كل شيء

اوكسفورد الولايات المتحدة
وكالات الثورة
أخبار
الأحد 28/9/2008
ناديا دمياطي

في اول مناظرة بين المرشح الديمقراطي للرئاسة الامريكية باراك اوباما و المرشح الجمهوري جون ماكين هيمن الاقتصاد و السياسة الخارجية على اجواء المناظرة التي قالت الصحف الامريكية انها كانت جيدة بشكل عام و لم يحقق احد منهما تفوقا على الاخر.

في وقت اعتبر فيه فريقا اوباما و ماكين ان مرشحيهما متفوقان في المناظرة التي استمرت 90 دقيقة و جرت في مسيسيبي والتي تابعها مائة مليون اميركي.‏

و قد اعطت المناظرة للناخبين الذين لم يحسموا اراءهم فرصتهم الاولى للمقارنة بشكل مباشر بين اراء مرشحي البيت الابيض في انتخابات 4 تشرين الثاني القادم حول الاقتصاد و الامن و السياسة الخارجية مما يلقي الضوء على اختلافات سياسية واسعة لكن دون الوقوع في اي اخطاء فادحة او عثرات لافتة للنظر و قد وجه المرشح الديمقراطي الذي رفع شعار التغيير و ا لذي سيكون اول رئيس من اصول افريقية يحكم امريكا فيما لوفاز في الانتخابات انتقادات لاذعة للسياسات الاقتصادية التي اتبعها الرئيس جورج بوش . وخلال مناظرة تلفزيونية مع جون ماكين مساء الجمعة, تعهد اوباما بخفض كبير للضرائب ومعالجة تداعيات الازمة المالية في حال انتخب رئيسا للبلاد.‏

من جهته دافع ماكين عن سياسة زيادة الضرائب, الا انه حاول اظهار موقف متباين عن الرئيس بوش في اسباب الازمة المالية.‏

وكان بوش دعا الى ضرورة الاسراع في اقرار خطة انقاذ القطاع المصرفي, مشيرا الى ان الازمة المالية التي تواجهها البلاد كبيرة. واكد وجود خلافات حول خطة الانقاذ, لكنها في جوانب وصفها بغير الاساسية, معتبرا انها لن تحول دون اقرار الخطة في الكونغرس.‏

وجاءت تصريحات بوش بعد فشل اجتماع عقده في البيت الابيض لمناقشة خطة الانقاذ ضم اوباما وماكين, اضافة الى اعضاء في الكونغرس من كلا الحزبين.‏

وحول العراق, كرر اوباما موقفه الداعي الى خفض عدد القوات والتركيز على افغانستان, في حين دافع ماكين عن الحرب في العراق غير انه اشار الى مواقف سابقة له انتقد فيها سياسات بوش خلال خمس سنوات من الحرب.‏

وحول ايران, قال ماكين ان حصولها على سلاح نووي يمثل تهديدا مباشرا لاسرائيل ودول اخرى في المنطقة, على حد قوله. وانتقد استعداد اوباما للجلوس مع الرئيس احمدي نجاد. بدوره, قال اوباما انه يجب فرض عقوبات مشددة على ايران بالتعاون مع روسيا والصين. وفي الشان الروسي ايد ماكين التعاون معها, الا انه قال على موسكو احترام السلوكيات الدولية. اما اوباما فقد اشار الى ان تصرفات الاخيرة في القوقاز تمثل تهديدا للسلام الاقليمي.‏

ودعا ماكين الى تطوير القدرات الاستخباراتية الاميركية, فيما اعتبر اوباما انه يجب فعل الكثير لاستعادة هيبة بلاده.‏

و كالعادة في كل مناظرة ادعى الفريقان الديمقراطي والجمهوري تفوق مرشحيهما الى البيت الابيض فور انتهاء اول مناظرة تلفزيونية بينهما0‏

ونقلت ا ف ب عن ديفيد بلوف مدير حملة اوباما قوله ان اوباما تقدم على ماكين الذي لم يكن لديه اي شيء يقدمه الا السياسة الخاطئة نفسها للرئيس الامريكي جورج بوش 0 بدورها قالت مديرة الاتصالات لسناتور اريزونا جيل هازلبيكر في الوقت نفسه تقريبا ان ماكين كسب هذه المناظرة وسيطر على الحوار أكان حول الاقتصاد والضرائب والنفقات ام حول العراق وايران0‏

وقد اجمع خبراء مستقلون على القول بان ماكين الذي تراجع كثيرا في استطلاعات الرأي الاخيرة كان بحاجة لاداء متفوق ورأوا انه دافع عن نفسه بشكل جيد لكنه لم يزعزع خصمه 0‏

كذلك لم يساعد ماكين طريقة ايماءاته اثناء المناظرة اذ انه لم يكن ينظر مباشرة الى المشاهدين كما فعل اوباما بل كان ينظر الى المقدم الصحافي جيم ليرر ولم يكن وجهه يظهر كليا على شاشات التلفزة0‏

وكرر ماكين مرات عدة ان خصمه لا يفهم في مسائل السياسة الخارجية لكن اوباما لم ينفعل مطلقا وظهر واضحا بشأن افغانستان و باكستان و ايران وقياسا الى المناظرات التي جرت في الانتخابات التمهيدية ظهر اوباما اكثر ايجازا وحزما كما اشارت وسائل الاعلام الاميركية في تحليلاتها الاولية0‏

وكشف اول استطلاع للراي اجرته شبكة التلفزة سي بي اس وشمل ناخبين لم يحسموا خيارهم بعد ان 40 بالمئة يعتقدون ان اوباما كسب المناظرة فيما يعتقد 22 بالمئة ان ماكين هو الرابح فيما رأى 38 بالمئة من الاشخاص المستطلعين ان المناظرة انتهت بالتعادل 0‏

و في السياق ذاته افاد استطلاع نشرت نتائجه الجمعة ان المرشح الديمقراطي حقق تقدما كبيرا على منافسه الجمهوري بين الناخبين المنحدرين من اصول اميركية لاتينية في سبع ولايات اساسية.‏

فقد حصل اوباما على 63% من نيات التصويت بين هؤلاء الناخبين في مقابل 26% لماكين , كما اوضح الاستطلاع الذي اعدته مؤسسة نيولينك ريسرش من 11 الى 18أيلول في هذه الولايات و بينهما كولورادو و فلوريدا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية