|
عواصم إذ هي العقل المدبر الذي خطط ورسم وهيأ جميع الظروف حتى وصلت الأمور إلى هذه المرحلة من الإساءة لسورية وشعبها، وأميركا زرعت عملاءها في كل بقعة من الأرض تحيط بسورية وحاصرتها اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً وعسكرياً، وما حديثها وتصريحاتها عن مساعيها ورغبتها بالحل السلمي سوى دعاية إعلامية، الهدف منها تعريف العالم بأنها دولة سلام وديمقراطية بينما الوقائع على الأرض تخالف تبجحاتها وادعاءاتها، ويتناقض أيضاً مع إعلانها الذي جاء على لسان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس الذي قال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتخذ قراراً بتقديم المزيد من الدعم للمعارضة وإن هذا يتضمن تقديم دعم مباشر يشمل دعماً عسكرياً، هذا فضلاً عن إقرار السيناتور في مجلس الشيوخ الأميركي راند بول في شباط الماضي بإرسال أسلحة من ليبيا إلى سورية. لذلك يبقى الحديث عن الفترة الزمنية القريبة عن تسليح واشنطن لمن يسمون بالمعارضة، والتي تقترب من الشهرين ليس سوى ذر للرماد في العيون، فالعملاء والمخبرون والخبراء العسكريون الأميركيون ينتشرون في الأردن وتركيا كالنمل، وإلا لما استطاع أولئك الإرهابيون القيام بتلك الأعمال التخريبية بمفردهم، ولاسيما أنهم يفتقدون للهيكلية الإدارية أو التنظيمية وما هم إلا مجموعة من الرعاع والقطيع الذين ينساقون خلف رغباتهم وأهوائهم، ويؤمرون فينفذون ولو وصل بهم الأمر لرمي أنفسهم بالبحر. صحيفة لوس انجلوس تايمز الأميركية أكدت أول أمس ان عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية «سي اي ايه» والقوات الخاصة الأميركية موجودون فى كل من تركيا والأردن حيث يدربون مسلحين من المعارضة السورية أي قبل أشهر من إعلان البيت الأبيض عزمه زيادة مساعدته العسكرية للمعارضة، الأمر الذي يشكل تأكيداً جديداً للعديد من التقارير الإعلامية السابقة التي بينت بوضوح تورط واشنطن المباشر فى تسليح وتدريب المجموعات الإرهابية التي تسفك دماء السوريين، حيث تمت هذه التدريبات بشكل سري، وتضمنت كيفية استخدام اسلحة مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات منذ العام الماضي . الصحيفة أوضحت ان التدريبات شملت التدريب على بنادق مضادة لدبابات 5ر14 ملم وصواريخ مضادة للدبابات واسلحة 23 ملم مضادة للطائرات، وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول اعطاء أي تفاصيل عن اسمه ؛إ ن التدريب شمل مسلحين ممن سماهم بالجيش الحر بعد أن قامت فرق من العمليات الخاصة الأميركية باختيارهم، وأشارت الى ان هذه التدريبات بدأت في تشرين الثاني 2012 في قاعدة عسكرية أميركية جنوب غرب الأردن على مدى اسبوعين ويشارك في كل منها ما بين 20و45 مقاتلاً معارضاً. هذا واكتفى المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني بالقول لقد صعدنا من مساعدتنا غير أنني لا أستطيع تقديم جرد حول جميع عناصر هذه المساعدة، مضيفاً لقد قدمنا وسنواصل تقديم مساعدة أساسية إلى المعارضة السورية والى ما دعاه بالمجلس العسكري الأعلى فيها، على حين قال شخص عرف عن نفسه بأنه أحد قادة المعارضة أن عملاء فرنسيين وأميركيين وأردنيين قاموا بعمليات التدريب. وبشأن الادعاءات عن استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية، فقد كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية عن وجود أدلة على أن ضابطين قطريين هما من تولى نقل المواد الكيميائية السامة التي استخدمتها المجموعات الإرهابية المسلحة في خان العسل قرب حلب في آذار الماضي وذلك عبر الأراضي التركية وبعلم من سلطات أنقرة وذلك وفقا لمعلومات أمنية مصدرها جهاز استخباراتي لدولة إقليمية معنية بالأوضاع في سورية. وقالت الصحيفة في تقرير لها نشرته أمس تحت عنوان كيميائي خان العسل: ابحث عن قطر أعده ايلي شلهوب أنه وفقا لمعلومات الجهاز المشار إليه فإن الضابطين القطريين هما الرائد فهد سعيد الهاجري والنقيب فالح بن خالد التميمي، ولفتت إلى أن السلطات التركية وفي محاولة للتمويه على تلك العملية بعد استفسارات الأجهزة الأمنية الروسية عمدت إلى الإعلان عن اعتقال 12 شخصاً مما يسمى «جبهة النصرة» كان في حوزتهم أسلحة كيميائية في إشارة إلى تقارير تركية تحدثت في30 أيار الماضي عن أن الشرطة التركية نفذت عمليات دهم في اسطنبول وأقاليم مرسين وأضنة قرب الحدود مع سورية اعتقلت خلالها 12 شخصاً عثر معهم على مواد كيميائية بينها 2 كيلوغرام من غاز السارين مشيراً الى أن كل محاولات الاستفسار الروسية والأسئلة التي أرسلت إلى الأجهزة المعنية في أنقرة لم تلق أي جواب على ما تفيد المصادر نفسها، حيث تتقاطع هذه المعلومات مع ما لدى الروس من تقديرات بأن الضابطين القطريين نفسهما قتلا في تفجير مشبوه في الصومال في إشارة إلى التفجير الانتحاري الذي تعرض له موكب قطري في مقديشو في 5 أيار الماضي، حيث تحدثت وكالات الأنباء وقتها عن مقتل 8 أشخاص على الأقل عندما صدم مهاجم انتحاري بسيارة مفخخة موكبا حكومياً يقل مسؤولين قطريين عند تقاطع مزدحم في حين تحدثت تقارير إعلامية أخرى عن تكتم قطري شديد على ما جرى وعن مقتل ضابطين قطريين رفيعي المستوى بينهما منسق تجنيد الإرهابيين الذين يتم إرسالهم لسورية في العملية. بالطبع هذه المعلومات تأتي في وقت أكدت فيه صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلاً عن دبلوماسيين وخبراء أن أشهراً من الفحوصات المخبرية من قبل علماء أميركيين لم تقدم أي دليل على ادعاءات ما يسمى «المعارضة السورية» باستخدام أسلحة كيميائية من قبل الحكومة السورية، وأضافت أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قدمت للأمم المتحدة كميات كبيرة مما تقول إنه دليل يتضمن عينات دم وأنسجة وعينات تربة من الميدان مشيرة إلى أن الطبيعة الفيزيائية للأدلة إضافة إلى الطريقة التي تم جمعها بها وتحليلها وفرت الكثير من الأرضية لانتقادات الخبراء المستقلين الذين يصفون قيمة تلك الأدلة بأنها «محدودة». والنسور يكذّب نفى رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور أمس قيام عناصر من وكالة الاستخبارات الاميركية سي اي ايه والقوات الخاصة الاميركية بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية فوق اراضي الاردن والتي اكدتها امس صحيفة لوس انجلوس تايمز. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن النسور قوله خلال لقائه مجموعة من الصحفيين لا توجد أي تدريبات لقوات من المعارضة السورية في بلدنا. واضاف النسور نحن لا نتعامل مع السوريين الموجودين على اراضينا الا كلاجئين لذلك ليس لدينا أي تدريبات موضحا اذا كان هناك تعاون مع مواطنين سوريين فهو في اطار ادارة المخيمات. وحول التدخل بالاحداث في سورية قال النسور: ان سياستنا معروفة والعالم كله يعرف موقفنا وهو عدم التدخل بالاحداث الجارية في سورية. أوباما: أبقينا نحو 700 جندي أميركي في الأردن في غضون ذلك قال الرئيس الأميركي باراك اوباما ان الولايات المتحدة تركت نحو 700 جندي في الاردن بعد مناورة أجرتها هناك. ونقلت رويترز عن اوباما قوله اول امس في رسالة لرئيس مجلس النواب الاميركي جون بينر ان نحو 700 جندي ارسلوا الى الاردن في اطار مناورة تدريبية انتهت امس الاول سيبقون هناك الى ان يتحسن الوضع الامني ولا يتطلب وجودهم هناك. واضاف اوباما ان هذا القرار اتخذ بناء على طلب الحكومة الاردنية وأردف قائلا: هذه الكتيبة التي شاركت في المناورة وبقيت في الاردن تضم انظمة صواريخ باتريوت وطائرات مقاتلة ومعدات مرتبطة بها وانظمة وافراد قيادة وتحكم واتصالات. وفي سياق متصل اعلن مسؤول عسكري اميركي طلب عدم ذكر اسمه اول امس ان الولايات المتحدة زادت عديد قواتها الموجودة في الاردن من 250 جنديا الى الف جندي. ونقلت ا ف ب عن المسؤول قوله ان العدد الاجمالي للجنود الاميركيين في الاردن بلغ نحو الف جندي مقابل 250 جنديا موجودين منذ اشهر في هذا البلد. واوضح المسؤول ان نحو 700 جندي شاركوا في مناورات عسكرية كبيرة انتهت هذا الاسبوع ظلوا في الاردن. واكد المسؤول الاميركي ان هناك وحدة عسكرية اميركية أخرى موجودة في الاردن لاجراء تدريبات من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. وكان مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية أعلن مؤخرا أن الولايات المتحدة ستبقي مقاتلات اف 16 وصواريخ باتريوت في الاردن بعد انتهاء المناورات العسكرية هناك مشيرا الى أن الادارة الاميركية قررت ايضا بعد مشاورات مع المسؤولين الاردنيين ابقاء وحدة من مشاة البحرية مارينز على متن سفن برمائية قبالة سواحل الاردن. يذكر ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اشار الى أن نشر صواريخ باتريوت وطائرات اف 16 أميركية في الاردن يخالف القانون الدولي. |
|