تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يسألونها عنه...!!

مجتمــــع
الخميس 18-10-2012
خلود حكمت شحادة

يسألونها عنه... اسمه، ترتيبه بين إخوته؟!

متزوج أم لا.. ما عدد أطفاله إن كان متزوجاً..؟!‏

تسرد قصته بشموخ وعيناها تعانق السماء بحثاً عن ولدها مدركة أنه ارتقى إلى العلياء واحتضنته السماء.. يعود بها شريط الزمن إلى يوم ولدته وكيف اختارت له اسمه؟! تقودها ذاكرتها إلى خطواته الأولى وكلماته الأولى إلى أن تصل إلى آخر كلمة قالها حين ودعها وجهته الدفاع عن أرضه وقبلته الشهادة يدفعه إيمانه بالنصر وحبه للوطن، قبّل يدها ورأسها وطلب رضاها وغادر، هاجس الأمومة لديها دفعها قبل سفره بيوم واحد لتتصرف بعاطفتها أخفت ملابسه ليلاً وتمنت ألا يبتعد عنها لكنه في الصباح أصر على المغادرة وربما الرحيل.. ترجاها أن تسامحه وتدعو له ولرفاقه مع إشراقة كل صباح وألا تحزن في حال لم يعد.. وعدها بالعودة وعاد ولكن ليس كما في كل مرة، عاد ملفوفاً بعلم وطنه محمولاً على أكتاف رفاقه.. جاء خبر استشهاده قاسياً لم تصدق وبقيت تصرخ بأن ولدها لم ولن يموت يوماً روت قصتها لنسوة من حولها أتين لحضور عرس شهيد، قالت طلب الشهادة ونالها، حكت عن آخر خطوة سارها وكيف سار قلبها معه ولم يعد ذلك القلب كما كان، جرح نازف لازمه، أم ثكلى بفراق ابنها عزاؤها أنه شهيد الوطن.‏

قالت: كنت أنتظر اتصاله في وقت محدد من كل صباح ليخبرني أنه بخير، مضت ساعتان وتأخر الاتصال ولكن في ذلك اليوم تكلمت معه واعتذر عن التأخير، سررت باتصاله ولكن بقيت في قلبي غصة، خوف، لم أعرف ما تلك المشاعر التي راودتني، في اليوم الثاني لم يتصل وانتظرت حتى المساء ليرن جرس الهاتف ولكن هذه المرة كان المتصل أحد رفاقه يبارك لنا باستشهاده ويطلبها لنفسه.‏

منذ رن جرس الهاتف في تلك الليلة والحزن لباس تلك الأم يحزنها فراق ابنها ولكن الله اختاره ليكون شهيداً وكان هذا مفتاح لصبر أكبر من المصاب.‏

وأنهت الأم حديثها بتنهيدة ترافقها هذه الكلمات:‏

كلنا راحلون عن هذه الدنيا الفانية.... سيرحلون عنا يوما بأمر ربنا‏

وإن كانوا قد رحلوا فلندعوا الله أن يرحمهم ويبارك شهادتهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية