تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وقبل ذلك.. تحاصــر اليونســكو ماليـاً لقبولهـا العضوية

قاعدة الحدث
الخميس 18-10-2012
إعداد راغب العطية

قطعت الولايات المتحدة الأميركية التمويل المستحق عليها والبالغ 60 مليون دولار لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أواخر العام الماضي وذلك عقاباً للمنظمة الأممية لمنحها في 31 تشرين الأول 2011 العضوية الكاملة لـ فلسطين،

بأغلبية أصوات 107 دول رغم تهديد واشنطن المسبق بقطع التمويل وقد جر قرار اعتراف اليونسكو هذا خلفه ردود أفعال درامية في الإدارة الأميركية حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في واشنطن فكتوريا نولاند: إن الولايات المتحدة قد قررت إيقاف نقل التمويل الأميركي للمنظمة والذي يبلغ 60 مليون دولار والذي كان من المفترض أن يتم نقله للمنظمة في تشرين الثاني 2011 مضيفة: إن عملية التصويت في اليونسكو لن تمكن الولايات المتحدة من الاستمرار في تمويل المنظمة وذلك بسبب القيود المفروضة على تمويل هيئات تعترف بفلسطين قبل التوصل لاتفاق سلام.‏

وأكدت نولاند أن عملية التصويت قد تم إجراؤها قبل أوانها وأن القرار يضر بالهدف المشترك للتوصل للسلام بين كل من الفلسطينيين والإسرائيليين.‏

في حين قالت مارثا كانتر وكيلة وزارة التعليم الأميركية: إن التصويت على انضمام الفلسطينيين سابق لأوانه ويؤتي بنتائج عكسية.‏

وكانت اللجنة الفرعية في مجلس النواب الأميركي لشؤون العمليات الخارجية قد وجهت إلى منظمة اليونيسكو رسالة تؤكد فيها: إن أي اعترف بالدولة الفلسطينية لن يهدد جهود استكمال المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين فحسب بل سيهدد استمرار التمويل الأميركي للمنظمة.‏

كما أكدت كاي غرانغر رئيسة اللجنة الفرعية أنها ستطلب قطع التمويل عن اليونسكو بشكل كامل في حال موافقة أعضاء المنظمة على الطلب الفلسطيني كما لوحت باتخاذ ما وصفتها بإجراءات إضاقية إذا تطلب الأمر ذلك. ويحظر قانونان أميركيان اعتمدا في مطلع التسعينيات تمويل أي وكالة متخصصة في الأمم المتحدة تقبل فلسطين كدولة كاملة العضوية.‏

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون طالبت في 5 تشرين الأول العام الماضي اليونسكو بإعادة التفكير في قرارها بالتصويت لمصلحة عضوية كاملة لدولة فلسطين ملوحة بأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى قطع التمويل المالي الذي تقدمه بلادها للمنظمة، قائلة: أحث المجلس التنفيذي للمنظمة بإعادة التفكير قبل التصويت لأنه يجب اتخاذ مثل هذا القرار عن طريق الأمم المتحدة وليس من خلال هيئات تابعة لها.‏

وواجهت الولايات المتحدة الأميركية انتقادات عربية ودولية إثر إعلانها عن تجميد دعمها المالي للـ (اليونسكو)، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لمن المؤسف للغاية أن تحرم الولايات المتحدة منظمة اليونسكو من مساهمتها بعد حصول فلسطين على عضوية كاملة في المنظمة مضيفاً: أعتقد أن طلب العضوية في اليونسكو طلب مشروع من السلطة الفلسطينية.‏

وفي عمان عبر مجلس النواب الأردني عن استهجانه لهذا القرار معتبراً قبول عضوية فلسطين الكاملة في المنظمة خطوة في الاتجاه الصحيح وانتقد المجلس موقف بعض الدول التي لم توافق على هذا القرار العادل وبالذات موقف واشنطن، وهي التي تحاول باستمرار إقناع العالم بأنها حامية الديمقراطية والحرية.‏

والجدير ذكره هنا هو أن الولايات المتحدة عادت إلى عضوية منظمة اليونسكو عام 2003 بعد ان انسحبت منها في عام 1984 بسبب ما وصفته الخارجية الأميركية بالتعارض بين أهداف المنظمة والسياسة الخارجية الأميركية.‏

وكان الفلسطينيون يتمتعون بصفة مراقب في اليونسكو منذ عام 1974 ويمكن للدول غير الأعضاء في الأمم المتحدة الحصول على عضوية اليونسكو إذا حصلت على موافقة ثلثي أعضاء المؤتمر العام.‏

وجاء التصويت لمصلحة القرار ليثبت للأميركان والصهاينة أن الحق يعلو ولا يعلى عليه وأن ليس كل شيء يمر عبر واشنطن ولن يعرقل قرارها بوقف تمويل اليونسكو مسيرة الدول والشعوب في تقرير مصيرها وعلى واشنطن أن تدرك أن قطار الاعتراف لفلسطين شعبا وأرضا ودولة قد انطلق وسيصل إلى غايته المنشودة قريباً جداً ولن توقفه مثل هذه المواقف المعادية لشعب ما زال يعاني الاحتلال على مدار عشرات السنوات وهو مشرد في أصقاع الأرض.‏

وينظر الفلسطينيون إلى انضمامهم لليونسكو باعتباره نصرا معنويا يعزز مطلبهم بعضوية كاملة في الأمم المتحدة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية