تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


واشنطن تهدد بقطع المساعدات عن المنظمة الأممية إذا اعترفت بفلسطين!!

قاعدة الحدث
الخميس 18-10-2012
إعداد: دينا الحمد

لم يسبق لدولة في هذا العالم المترامي الأطراف أن هددت الأمم المتحدة بمعاقبتها اقتصاديا وقطع المساعدات المالية التي تقدمها لها إذا اعترفت بحق شعب من الشعوب, لكن الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان

تفعلها اليوم وتهدد المنظمة الدولية بوقف التمويل المالي لها في حال اعترفت بدولة فلسطين في سابقة خطيرة في العلاقات الدولية.‏

ويأتي التهديد الجديد للأمم المتحدة بعد أشهر من قطع أميركا لمساعداتها المالية لمنظمة اليونسكو التي كانت قد قبلت أيضا فلسطين في عضويتها,وكانت المفارقة الساخرة في الموقف الأميركي أنه اشترط لإعادة منح اليونسكو المساعدات المالية بعودة الطرف الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل وتخليه عن طلب العضوية بالمنظمة الدولية.‏

فقد كشفت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة بدأت بالتهديد بقطع المساعدات عن الأمم المتحدة في حال صوتت الجمعية العامة لمشروع قرار يدعو للاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة.‏

وقالت المصادر المطلعة على تطورات الاتصالات بهذا الشأن لوكالة آكي الايطالية للأنباء: إن الولايات المتحدة أبلغت الأمم المتحدة بأنها ستعمد الى التعامل مع رفع التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة كما تعاملت سابقا مع منظمة اليونسكو حيث قامت بقطع المساعدات عن المنظمة الأممية عقابا لها على منحها العضوية لفلسطين.‏

ولفتت المصادر إلى أن إدارة واشنطن تصر على أنه ما من طريق أمام الفلسطينيين إلا العودة إلى المفاوضات المباشرة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي دون أي شروط.‏

وتعمد الإدارة الأمريكية دائما إلى عرقلة أي توجه فلسطيني للأمم المتحدة للحصول على مكانة الدولة غير عضو كما رفضت العام الماضي الطلب الفلسطيني إلى مجلس الأمن الدولي بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.‏

جدير بالذكر أن 132 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية فيما تتطلب الموافقة على مشروع القرار الفلسطيني أغلبية في الأمم المتحدة التي تضم 193 دولة وقد قال مسؤولون فلسطينيون إنهم ينوون تقديم مشروع القرار للتصويت في الشهر المقبل بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.‏

ومع أن الطلب الفلسطيني إلى الأمم المتحدة كدولة غير عضو هو خطوة بسيطة تعطي بصيصا من الأمل لشعب ينشد العدالة بعد هذا الكم الهائل من الظلم والإرهاب الذي تعرض له عبر ستة عقود ونيف من الزمن إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف ضده في نفاق سياسي مكشوف للقاصي والداني, فهي تدعي حرصا على حقوق الانسان وتحاربها جهارا نهارا وعلى منابر المنظمة الدولية.‏

ردود الفعل المستنكرة لهذا الموقف الأميركي العدواني جاءت من العديد من المسؤولين والدبلوماسيين والإعلاميين في شتى بقاع العالم فقد رفض مسؤول فلسطيني تهديد مجلس الشيوخ الأميركي بقطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين في حال تمسكهم بالتوجه للأمم المتحدة في أيلول وقال حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إن تهديد مجلس الشيوخ الأميركي, تدخل سافر ومدان في الشأن الفلسطيني الداخلي.‏

وأضاف: «يريد مجلس الشيوخ الأميركي بمثل هذه التهديدات فرض سياسات معينة على الشعب الفلسطيني بشكل يمثل تطاولاً وتدخلاً سافراً الأمر الذي يرفضه وبشدة الفلسطينيون ولن يقبلوا به مطلقا».‏

واعتبر عميرة أن الشعب الفلسطيني «سيكون في غنى عن أي مساعدات أمريكية في حال هدفت ابتزاز مواقفهم وثنيهم عن المضي في خيارات إعلان دولتهم المستقلة والسعي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم».‏

وأكد أن الشعب الفلسطيني «لن يقبل بمثل هذا الابتزاز ولن تثنيه أي تهديدات أو إجراءات عن المضي في خيار التوجه للأمم المتحدة وكل ما هو مطلوب لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».‏

وقد قرر الفلسطينيون طلب عضوية لدولة مستقلة لهم من الأمم المتحدة خلال اجتماع الدورة الحالية للجمعية العامة للمنظمة الدولية في أيلول, وهي خطوة تعارضها إسرائيل والولايات المتحدة بقوة.‏

والواقع أن الكونغرس الأميركي لم يوص فقط بقطع المساعدات المالية عن الأمم المتحدة بل دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى استخدام حق النقض «الفيتو» ضد أي اقتراح في المنظمة الدولية بشأن الدولة الفلسطينية.‏

إن طلب الفلسطينيين الانضمام إلى الأسرة الدولية عبر عضوية غير كاملة هو من أبسط حقوق الشعوب لكن الموقف الأميركي يتعارض بشكل واضح مع مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها ومع مبادئ الديمقراطية التي أصبحت مطلباً محقاًَ لمعظم شعوب العالم. وليس غريباً على أميركا أن تتخذ مثل هذه المواقف فمنذ ستة عقود قامت إدارتها بفرض ضغوطها على دول العالم أثناء التصويت على القرار 181 القاضي بتقسيم فلسطين واستخدمت أسلوب الابتزاز المالي وأساليب عدوانية لتحمل بعض البلدان على تغيير مواقفها الرافضة للتقسيم وهو ما أكدته وثائق بريطانية وكذلك كتاب تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية الأولى للمؤرخ الإسرائيلي بني موريس ونجحت في إسقاط مشروع عربي بديل عن التقسيم.‏

وأخيراً: هذه هي سياسات أميركا اللا أخلاقية فأسلوب التهديد والوعيد بقطع المساعدات المالية للأمم المتحدة يمس كرامة الشعوب ولابد من رفضة وإدانته من القوى العظمى في العالم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية