تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ربيع تنعق فيه الغربان وتفوح منه رائحة الدم

شؤون سياسية
الخميس 18-10-2012
 منير الموسى

ليس هو ذاك الربيع الذي يسمع فيه تغريد، بل الذي أرادته أميركا ودول الغرب مع إسرائيل لتفتيت المجتمعات العربية، تنفق فيه الغربان وتفوح فيه رائحة السي فور والدم ويسمع صوت الرصاص وصرير الإرهاب

،هكذا غدت مقاييس الربيع لدى مسوخ الغرب وحلفائهم من أشباه الرجال الذين يغذون تنظيم القاعدة لإرهاب الشعوب العربية ولننظر إلى حالنا وحال اليمن وليبيا وتونس ومصر التي يعلن حكامها الجدد عن محاربتهم للمتطرفين التكفيريين في سيناء خدمة لإسرائيل.‏

وثمة عناصر جديدة غائبة أو مغيبة عن الأرض وفي وسائل الإعلام المتأمركة،أهمها فقدان التوازن الاجتماعي في الدول العربية إلى أن حلّ فيها الإخوان المسلمون حكاما،فالأزمات الحادة تفند الأكذوبة.‏

وأهم العناصر المغيبة قضية الغاز والنفط اللذين يراد سرقتهما أو تمرير خطوطهما من الدول وعبرها بلا مقابل،والغاز هو الأساس في الأزمة في سورية والحرب عليها , فغدا الغاز والنفط محركا الفتن بدلا من أن يكونا سلاحا لتحرير فلسطين الغائبة الأكبر على الساحة العربية،ولم يكن الإخوان المسلمون في يوم من الأيام وعبر أكثر من ستين عاما إلى جانب فلسطين أو مناهضين لقضية الاحتلال الإسرائيلي لها.‏

في الخمسينيات من القرن العشرين في معظم الدول العربية حتى في سورية كان حزب الإخوان يعلن نفسه حزباً ولكن يلبس عناصره الخاكي ويدربهم على السلاح،وليس لتحرير فلسطين أو الدفاع عن الأرض العربية.‏

وهم ومفتوهم الفتنويون والوهابيون الآن بعضهم يعلن جهارا الدفاع عن إسرائيل،أو السكوت عنها لدى البعض الآخر ويدافعون عن أميركا ويحرمون التظاهر ضدها بسبب ظلمها للشعوب ومعاييرها المزدوجة وإساءاتها للأديان،والقرضاوي دليل على ذلك عندما أفتى بأن فيلم براءة الإسلام المسيء للرسول الأعظم هو (حرية تعبير) أما في سورية فيفتي بقتل ثلث الشعب السوري،وفي ليبيا كذلك وفي غيرها.‏

الإخوان المسلمون لايريدون ربيعا لإسرائيل ينهي نظامها العنصري المجرم بكل الأعراف انتهاءً أبدياً.‏

والسعودية وحدها لو شاءت بثلاثة تريليونات دولار تودعها في بنوك الولايات المتحدة أن تحل قضية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين لحلتها،ولكن على العكس فما تريده هو حماية هذا الكيان لضرب الدول الصاعدة بالمنطقة ومحور المقاومة،والسؤال ما جدول المناورات السعودية - الفرنسية في جزيرة كورسيكا.هل كي تدفع فقط تكاليف هذه المناورات؟ هي تسلح الإرهاب وتسفك به دماء الشعب السوري خدمة لهذه الفرنسا الاستعمارية مع حلفائها الغربيين،فتمول آلاف المرتزقة الأجانب الذين دخلوا إلى سورية.‏

لم يغرد شيء في الربيع العربي بل الحرية لديهم حرية القتل والسرقة والاغتصاب وتخريب الدول،وكرامتهم التطبيع السلس مع الكيان الغاصب لإدامة بقائه أطول زمن ممكن في المنطقة.‏

والمشترك في الربيع العربي نزعة الهيمنة الإمبريالية التي يسهلها الحكام الجدد،وأنقرة بحزب العدالة والتنمية الاخواني أداة تنفيذية في حمايتهم وخلق التوتر على الحدود لتسهيل دخولهم.‏

ومن القضايا المشتركة أيضاً سرقة الأطفال والرقيق الأبيض والاتجار بالفتيات، وربما قضايا سرقات الأطفال بعد زلزال هاييتي ونقلهم لأوروبا وأميركا،وسرقتهم من إفريقية وقضية سفينة نوح شاهد على ذلك،والآن سرقتهم من العالم العربي.‏

سايكس بيكو القديمة لا تصلح لكل زمان،لذلك يتاجرون بالدماء العربية الحرية والكرامة،وهكذا حال زعماء المؤامرة من أوباما إلى كلينتون،ثم الآن يخرج علينا المرشح ميت روني ليعلن دعمه للإرهاب وتنظيم القاعدة في سورية في متاجرة علنية بالدم السوري إرضاءً لإسرائيل ومزايدة على أوباما في الحملة الانتخابية،وهكذا يضرب الماس الدموي.‏

قالوا لنا أن الربيع قد بدأ بانتحار شخص في تونس،والحقيقة خطة (عاصفة الرمل) هي التي بدأت لأن في إسرائيل وحدها ينتحر كل عام العشرات وفي فرنسا المئات وفي أميركا الآلاف حيث الرأسمالية الجشعة تدوس الملايين من شعبها.‏

وحتى الفنانين الغربيين كثير منهم انتحر بسبب ضغوط الاستخبارات الرأسمالية عليه.‏

بانوراما الربيع العربي منظورها عميق وأهم العرابين فيها برنارد هنري ليفي ابن الصهيونية البار الذي يعد أهم من كل رؤساء الوزارات الإسرائيلية وصاحب فلسفة البؤس الذي تخرج في مدرسته ساركوزي وهولاند وأشباههما ممن يروّجون في بلادنا سياسة فرق تسد.فالديمقراطية في الغرب هي ديمقراطية من يسنون قوانين زواج المثليين ممن يتحكمون بالمؤسسات العسكرية،وحتى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تضع كل عام بروشوراتها في العالم لزيارة إسرائيل على سبيل السياحة الجنسية الشاذة،فهي تفتخر بأن لديها جنودا متخصصين بتقديم الخدمات الشاذة بكل أنواعها.‏

والغائب أيضا في الربيع الاتجار بالأعضاء البشرية في كل دول الربيع العربي،وعلى خط الحرب على سورية أعلنت تقارير سورية وغربية أن الشهداء السوريين تسرق أعضاؤهم،فمن أولئك الأطباء الأشرار الذين يقومون بكل إجراءات السرقة من تحاليل ونزع وحفظ وإرسال لهذه الأعضاء إلى أوروبا وإسرائيل،تحديدا إسرائيل التي تعدّ المركز الأول في العالم للتجارة بالأعضاء البشرية،ومن الأطباء الذين يعالجون عناصر المرتزقة في المشافي الميدانية الموجودة على امتداد العالم العربي كله!؟‏

والغائب أيضا في الإعلام المتأمرك إن الفتن بدأت تأكل محرضيها، تقول والتسريبات تقول إن داعيه فتنوي زار إسرائيل لغاية في نفس يعقوب،ثم جاء إلى سورية لتوحيد فصائل الجماعات الإرهابية فأصيب هناك على يد إحدى تلك الفصائل،ربما بتحريض من تركيا،أو إسرائيل والسعودية وقطر والأيام ستكشف ذلك!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية