|
البقعة الساخنة فيما تعلن الخارجية الروسية عن تأجيل موعد لقاء لافروف معه إلى شهر تشرين الثاني القادم حيث موعد الانتخابات الأميركية وحيث ذروة المنافسة في الوصول إلى الكرسي البيضوي. والإبراهيمي الغامض في تصريحاته والتي يحاول أن يحملها تبطينات مقصودة يطالب «بهدنة قتالية» خلال أيام عيد الأضحى المقبل تحت عنوان إيقاف القتل ونزف الدم فوق الأراضي السورية. الدعوة في شكلها تمثل الجانب الإنساني في الحياة وتستجيب لأبسط المطالب في حالات النزاع المسلح والمواجهات القتالية، لكني شخصياً أخشى أن تطبق هذه الدعوة أهدافاً بعيدة توازي في جوهرها مابين الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية المكلفة بالدفاع عن سيادة الدولة والحفاظ على حقوق المواطنين من جانب وبين المقاتلين المسلحين والعصابات الإرهابية المستمرة في عمليات القتل والتخريب والاغتيال والتدمير من جانب آخر. فالدعوة قد تحمل معنى التماثل والتشابه والتناظر والمساواة مابين طرفين يختلفان في الحقيقة كلياً. ومع اعتقادي أن الحكومة راغبة في إيقاف العنف إلا أنني على ثقة أكيدة بأن العصابات المسلحة والمجموعات التكفيرية لن تلتزم أو ترضى أصلاً بقبول مثل تلك الدعوة، بل على العكس، ربما وجدت في هذه الأيام الفضيلة والمباركة فرصة لزيادة العنف تحت ذرائع الجهاد والقتال والاقتناص من المواطنين الذين لم يساندوهم أو يدعموهم في بعض المناطق. وسيجد المقاتلون الإرهابيون الفرصة متاحة لسفك المزيد من الدماء البريئة. وهكذا فإن الانتباه إلى جوهر هذه الدعوة ضرورة وواجب للوقوف على معانيها وأبعادها وخاصة من الناحية السياسية، وتأثيرها على المستوى الدولي. |
|