تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غرفة عمليات البنوك

بالقطع السوري
الخميس 18-10-2012
علي محمود جديد

في كل أسبوع .. بل وفي كل يوم نصطدم بتلفيقات جديدة تصدر من تلك الأفواه القذرة والعقول العفنة التي لم تقتنع بعد أن سورية عصيّة عليهم وعلى أمثالهم وعلى أسيادهم إن كانوا في الخليج أو أوروبا أو أمريكا ، تلفيقات حول وضع المصارف السورية كلها من المركزي إلى تلك العامة والخاصة والإسلامية،

وكأنها لا تحتاج إلى أكثر من ( نفخة ) حتى تروح وتتهاوى وتنهار، وليس من الصعب أن نلامس حجم غيظهم المنبعث من لهيب نار حقدهم لأن أمانيهم سرعان ما تتبخّر أمام قوة بنيان هذه المصارف التي عرفت سورية كيف تجعله متراصّاً قوياً متماسكاً، وكأنَّ المشرّع السوري أدرك قبل أن يُصدر القوانين اللازمة لإقامة هذه المصارف أنَّ هناك من لن تروق له مثل هذه الخطوات الحضارية التي قطعت فيها سورية أشواطاً جيدة بالانتقال من الاكتفاء بالمصارف الحكومية إلى توسيع الدائرة وشق طرق الانفتاح وتعبيدها وافتتاح السير عليها بسرعة ولكن بتوازن وثبات واضحين.‏

وكان الأمر كذلك فعلاً، فالبعض بدا وكأنّه أرادها طعماً لنا فابتلعوه، ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً عميقاً ومؤثراً بليغاً إلا بالأكاذيب والدجل وامتهان الخداع المفضوح على أساس أنهم أذكياء يلعبون بالبيضة والحجر، وهم لعبوا فعلاً فكسروا البيضة وفجّتهم الحجر .‏

على كل حال ما نود أن نشير إليه بعد هذه الوقائع الساخنة الجديدة على ساحاتنا، هو أن الحياة المصرفية السورية باتت وكأنها تحتاج إلى تشريعٍ أو قرار لإحداث غرفة عمليات حقيقية تتابع أوضاع المصارف عن كثب بمختلف فروعها وأحوالها وظروفها ونشاطاتها، وتكون هذه الغرفة مستودعاً ثميناً لمعلومات وثائقية يومية تتعامل معها فنياً وصحفياً، وتضخ معلوماتها ومعطياتها دون الانتظار حتى نسمع أولئك الفجرة ماذا سيلفّقون اليوم حتى نردّ عليهم غداً، وتكون هذه الغرفة ليست فقط سهلة الارتياد من قبل الصحفيين بل صديقة حميمة لهم في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئيّة والالكترونية، حيث يجدون فيها أدسم المعلومات المصرفية الطازجة الجاهزة للنشر وللبث، لاسيما أن الاتصال بإدارات المصارف كلها من المركزي إلى العامة والخاصة والإسلامية والاحتكاك بها أو ملاقاتها ليس بالأمر اليسير، فهم مشغولون في أغلب الأوقات، أو ربما يدّعون ذلك، وسواء كان الأمر انشغالاً أم ادّعاءً فإن مثل هذه الغرفة تريحنا من العناء معهم وتريحهم من العناء معنا ونصل من خلالها ( غرفة العمليات ) إلى أفضل المعلومات النوعية الكفيلة بصدّ الهجمات ، والكفيلة بامتلاك زمام المبادرة لبدء الهجوم عليهم ، وإفشال وفضح ألاعيبهم وأكاذيبهم قبل أن يطلقوها في وجه الرأي العام، فتصير مثاراً للسخرية وتُردُّ عليهم بدلاً من أن نلهث مع المصارف وراء لملمتها .. وقد لا نستطيع دائماً .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية