تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إرادة وطن..

أروقة محلية
الخميس 18-10-2012
مريم إبراهيم

هي الأيادي تمتد بعضها لبعض حاملة ورداً يمهد لما سيأتي من أحلى الكلام، والقلوب الطيبة تنشد التسامح والمحبة، والضمائر الحية لا تعلن إلا النوايا الحسنة، وعودة الألفة والتعاضد والتعاون معاً لبناء ما دمر ولملمة جراح كانت من القسوة

والألم كالكابوس المرعب يقض مضاجع أبناء شعب عاش الوحدة الوطنية شعاراً وعملاً وعلى الود والتآلف معاملة، والولاء لوطن كان وسيبقى في العظمة والإباء مضرباً للأمثال.‏

كيف لا وأبناء هذا الشعب هم السوريون وبكل فخر واعتزاز، ورغم كل ما مر ويمر عليهم من الصعاب، وما عكسته هذه الأزمة والظروف الراهنة من آثار سلبية في مجالات شتى، إلا أنهم يوماً بعد آخر يثبتون أنهم أقوى من كل المحن وهم صامدون في وجه المؤامرات ومن أراد الخراب والدمار لبلدهم، وبث الفتنة والحقد في صفوفهم على اختلاف أطيافهم.‏

وها هو مشروع المصالحة الوطنية وبجميع محاور عمله في محافظات ومناطق عدة في أنحاء سورية من أبرز الدلائل والبراهين على أن الشعب السوري حطم رهانات المتآمرين عليه وأفشل مخططاتهم العدوانية للنيل منه وزعزعة وحدته الوطنية، كيف لا وهو بكل أطيافه ومذاهبه ومهما تعددت الانتماءات سيبقى جسداً واحداً وقلباً واحداً، وهذا كله بإرادة هذا الشعب الذي لا يقهر، وإرادة وطن لا يرضى إلا المجد والعلياء.‏

ولأن هذا المشروع على أهميته الكبيرة يلامس مشاعر جميع السوريين وبالأخص من نزحوا من مناطق سكنهم التي تأذت وتضررت بفعل الأعمال الإرهابية ونالهم من هذه الأعمال الكثير من الأسى والدمار، فيبدو اليوم من الضروري جداً تضافر جميع الجهود سواء جهات حكومية أو أهلية وأفراد ومجتمع والسعي الدؤوب لإنجاح هذا المشروع بالشكل المطلوب، فسورية التي نحب ونعمل لأجلها تستحق منا الكثير والكثير من الوفاء والولاء لتبقى شامخة منيعة في وجه كل المؤامرات وفي وجه كل عدوان مهما كان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية