تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لم تجر الرياح..!

حدث وتعليق
الخميس 18-10-2012
ناصر منذر

تصر حكومة أردوغان العثمانية على سياسة التصعيد تجاه سورية وافتعال المزيد من المشكلات بهدف استكمال المخطط التآمري، وتنفيذ المشروع الصهيو أميركي الغربي في المنطقة، على اعتبار أن أردوغان يمثل رأس الحربة بهذا المشروع،

وقد أوكله مشغِّلوه مهمة تأجيج الأزمة في سورية وإذكاء نار الفتنة فيها، لايجاد الذرائع لتدخل عسكري أطلسي على غرار ما حدث في العراق وأفغانستان وليبيا، وبالتالي إعادة ترسيم المنطقة بما يتناسب مع مصلحة الكيان الصهيوني.‏

فأردوغان لم يجد أي غضاضة في تنفيذ كل ما يؤتمر به طمعاً بتحقيق طموحات شخصية ضيقة، وبعد فشل كل مخططاته السابقة، وخسارته الأكيدة لثقة الشعب التركي به، لجأ إلى أسلوب القرصنة وتوجيه التهم الباطلة ضد سورية، وهدفه من ذلك محاولة تبرير عدوانه السافر على الشعب السوري وتبرير مشاركة حكومته بالتنسيق والتخطيط مع الدول الاستعمارية لتخريب سورية وتدميرها، فسخّر وسائل إعلامه لقلب الحقائق وايهام الشعب التركي بأن سورية هي التي تتعدى على بلده، وأنه يقوم فقط بواجب الدفاع عن شعبه، متجاهلاً حقيقة أنه انكشف للعالم أجمع بأنه ألعوبة بيد أميركا واسرائيل.‏

يعتقد أردوغان أن سياسته العدوانية تجاه سورية، وتنفيذه الأعمى لأجندات الغرب ستحقق أوهامه باستعادة العهد العثماني من جديد، والتربع على عرش المنطقة والتحكم بسياساتها وقراراتها، وأن الاتحاد الأوروبي سيفتح له ذراعيه لتكون بلاده عضواً مؤثراً فيه، ولكن الرياح لم تجر كما تشتهي سفن أردوغان، فاختار أن يبدل سياسة تصفير المشاكل مع دول الجوار بسياسة التأزيم وتوتير الأوضاع، ليضع تركيا على حافة الانهيار بعد أن خسرت جوارها دون أن تربح مسألة القبول ولو من حيث المبدأ بالانضمام إلى النادي الأوروبي، فشعوب المنطقة أدركت أنه شخص مخادع، والأوروبيون يعرفون أنه مجرد وسيلة وأداة لتنفيذ مآربهم.‏

كان الأجدى بأردوغان لو أنه اتبع أسلوب القرصنة للقصاص من الصهاينة الذين قتلوا المواطنين الأتراك على متن سفينة مرمرة، أو أنه قطع علاقاته بحكام الكيان الصهيوني الذين أذاقوه المهانة والذل أكثر من مرة، وأن تكون عنترياته الخرقاء التي أتحفنا بها أثناء العدوان الاسرائيلي على غزة حقيقية لا مجرد صراخ أجوف، ولكنه اختار بدل ذلك أن يوجه طعنات الغدر إلى سورية، وهي التي فتحت له أبوابها وكانت السبب في رفع شأنه، وصعود نجمه قبل أفوله إلى الحضيض.‏

nssrmnthr602@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية