تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرئيس بوتين: لا يحق لأحد أن يملي على روسيا كيف ولمن تصدّر.. أســــلحة والعقـــوبات الأحـــادية مسيّســة لا تمثــل قاعــدة للقانـــون الدولــي

موسكو
سانا
الصفحة الاولى
الخميس 18-10-2012
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يحق لاي أحد أن يملي على روسيا كيف ولمن تصدر أسلحة اذا كانت الصادرات لا تتعارض مع عقوبات الامم المتحدة.

وأشار بوتين في حديث له أمس إلى أن روسيا تعقد صفقات لتصدير الاسلحة والمعدات العسكرية مع سلطات شرعية فقط ومن أجل تعزيز القدرات الدفاعية لدول مستقلة وبعد دراسة مستفيضة للوضع في هذه المنطقة أو تلك لافتا إلى أنه ليس كل مصدر للاسلحة يقوم بمثل هذا المنهج الدقيق.‏

وأضاف: ان عقوبات أحادية أو جماعية خارج اطار الامم المتحدة وخاصة عقوبات مسيسة لا تمثل قاعدة للقانون الدولي.‏

وقال بوتين ان روسيا قد صدرت قبل الاول من الشهر الجاري منتجات عسكرية بمبلغ يقارب10.7 مليارات دولار ما يشكل 80 بالمئة من خطة العام الحالي داعيا إلى الحفاظ على توجه زيادة الصادرات العسكرية.‏

وأوضح ان هناك تنافسا شديدا في سوق الاسلحة العالمية وبالتالي يجب استخدام مناهج جديدة بمرونة وسرعة أكبر مضيفا ان روسيا تحتل المكانة الثانية في هذه السوق من حيث حجم الصادرات وتتمسك بالتزاماتها وسمعتها كشريك مسؤول.‏

ودعا بوتين إلى انتاج معدات عسكرية في روسيا باستخدام التكنولوجيات الاجنبية خاصة اليات التعاون العسكري التقني بفعالية لتطوير صناعة الاسلحة الروسية مشيرا إلى أن شراء الاسلحة الاجنبية دون استيعاب عملية انتاجها في روسيا أمر غير مجد.‏

وأمر بوتين برفع مستوى التعاون العسكري التقني مع دول مجموعة بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا وفيتنام إلى مستوى جديد نوعيا مشيرا إلى تنامي القدرات الصناعية والعلمية التكنولوجية لهذه الدول.‏

كما أشار الرئيس الروسي إلى أن الصين والهند وكذلك فيتنام هي دول شريكة تقليديا لروسيا في مجال التعاون العسكري مؤكدا أهمية تطوير التعاون مع البرازيل وجنوب افريقيا وشدد بوتين على ضرورة حماية حقوق الملكية الفكرية للمنتجين الروس قائلا انه يجب حماية كل الماركات الروسية المعروفة عالميا من تصنيع نماذج منها دون ترخيص.‏

مندوب روسيا لدى الاتحاد الأوروبي: نظام العقوبات على سورية قصير النظر وغير صائب‏

إلى ذلك أكد فلاديمير تشيجوف مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الاوروبي أن ذرائع الاتحاد الاوروبي لتبرير فرض عقوبات اضافية على سورية وايران هي حجج غير مقنعة كما أن العقوبات على بيلاروس غير مثمرة أصلا.‏

وقال تشيجوف في حديث لوكالة انترفاكس الروسية للانباء تعليقا على قرارات الاتحاد الاوروبي بتوسيع العقوبات المفروضة على سورية وايران وكذلك تمديد مفعول القيود المفروضة على بيلاروس سنة أخرى ان الاتحاد الاوروبي اختار تكتيك فرض نظام العقوبات الذي تعتبره موسكو قصير النظر وغير صائب مشددا على ان مجلس الامن الدولي هو المصدر الوحيد لفرض أي عقوبات دولية ولا يجوز وصف كل شيء اخر بانه عقوبات وانما هي تدابير تقييد أحادية الجانب.‏

وأوضح تشيجوف أنه فيما يخص العقوبات باعتبارها أداة فانه من الواجب الاخذ بعين الاعتبار سيناريو الخروج من هذا الوضع إلى جانب فرضها وليس لدى ثقة بأن الاتحاد الاوروبي يمتلك ذلك السيناريو اذا غير من فرضت عليه العقوبات سلوكه لافتا إلى أن استخدام أداة تأثير كالعقوبات يتطلب الاخذ في الحسبان ما سيحدث في حال فشلها وما هي الخطوة التالية والاتحاد الاوروبي يحتاج إلى مثل هذا التخطيط الاستراتيجي.‏

تشوركين: على مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية تجنب التلاعب بالبند السابع من أجل مصالح عابرة‏

في غضون ذلك دعا مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين مجلس الامن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية إلى تجنب اتخاذ خطوات غير مسؤولة قد تزعزع اسس الشرعية الدولية.‏

ونقلت قناة روسيا اليوم عن تشوركين قوله خلال اجتماع مجلس الامن المكرس لتطوير العلاقات مع المحكمة الجنائية الدولية في اطار الجهود الرامية إلى منع المجرمين من الافلات من العقاب انه لا يجوز للمجلس اتخاذ قرارات متسرعة وغير مبررة أو التلاعب بالبند السابع من ميثاق الامم المتحدة كما يجب ألا نسمح بأن تزعزع تصرفات غير مسؤولة منبثقة عن مصالح عابرة نظام القانون الدولي.‏

واشار إلى وجوب ألا يكون هدف مجلس الامن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية في آن واحد عند النظر في ملف ما هو تحقيق الانسجام بين الاجراءات الرامية إلى اعادة السلام والخطوات الموجهة إلى مساءلة المجرمين.‏

كما أكد تشوركين ضرورة أخذ المحكمة الجنائية الدولية في عين الاعتبار الجهود المشتركة الرامية إلى حل الازمات مع الاعتراف بأهمية استقلالية المحكمة في تنفيذ وظائفها الجنائية لافتا إلى ضرورة تعامل مجلس الامن والمحكمة الجنائية الدولية في اطار تفويضهما وعلى اساس الاحترام المتبادل.‏

وأكد ان اختيار التوقيت المناسب لنقل مجلس الامن ملفات معينة إلى المحكمة يتطلب تحليلا دقيقا مشيرا إلى أن الاسراع أو التمهل المبالغ فيه لهذه العملية قد يسفر عن عواقب متناقضة من حيث تأثيرها في آفاق التسوية السلمية.‏

ومن جانبه أعلن المندوب الصيني لي باودونغ عن دعم بلاده لموقف روسيا مشددا على أنه لا يجوز استغلال المحكمة الجنائية الدولية من جانب بعض الدول لاغراضها الخاصة.‏

ايفاشوف:السوريون انتصروا على المؤامرة ومخطط خلق الفتنة أخفق‏

من جهته اكد الجنرال ليونيد ايفاشوف رئيس اكاديمية العلوم الجيوسياسية في روسيا ان المخططات التي رسمت من اجل خلق فتنة طائفية في سورية وتفتيتها قد اخفقت.‏

وأوضح ايفاشوف خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس ان القيادة السورية لعبت دورا هاما في احباط المخططات الامريكية بعد أن وضعت ونفذت برنامجا واسعا من الاصلاحات لتحديث سورية تمثلت بالانتخابات النيابية وقانون الاحزاب وقانون الاعلام والغاء حالة الطوارئ واصلاح الاقتصاد ونظام التعليم وما إلى ذلك.‏

وشدد ايفاشوف على ثبات مواقف روسيا وكذلك الصين الداعمة لسورية حيث استخدمت هاتان الدولتان حق النقض الفيتو ثلاث مرات في مجلس الامن لمنع تمرير اي مشروعات قرارات مجحفة بحق سورية مشيدا كذلك بمواقف ايران المؤيدة لسورية.‏

وحذر الجنرال الروسي من ان الهدف من المخططات الامريكية ضد سورية وغيرها من بلدان الشرق الاوسط لايكمن في نشر الديمقراطية ابدا بل في العمل لتحقيق اهداف بعيدة المدى تتمثل في اضعاف الصين واوروبا وحرمانهما من موارد الوقود والطاقة لاثارة مشاكل اقتصادية واجتماعية فيهما بما يخدم المصالح الجيوسياسية الامريكية في العالم وهذا ما تدركه روسيا تمام الادراك.‏

وقال ايفاشوف ان واشنطن تفكر بالقيام بتدخل عسكري خارجي في سورية وارغام حلف الناتو على خوض حرب ضدها على غرار ما جرى في ليبيا وكلفوا تركيا بلعب دور رأس الحربة في هذا العدوان ومن هنا الاستفزازات على الحدود السورية التركية وحادثة الطائرة السورية التي ارغمت على الهبوط في اراضي تركيا وهي قادمة من موسكو وهذا ما يتعارض مع قواعد القانون الدولي.‏

وتوقع الجنرال ايفاشوف زيادة الضغط على تركيا لارتكاب حماقات عسكرية ضد سورية قبيل الانتخابات الرئاسية الاميركية ومساعدة الرئيس باراك اوباما وفريقه على الفوز في هذه الانتخابات بعد الخسارة التي منيت بها الادارة الاميركية في العراق وافغانستان وبعد فشل عملية اعادة اطلاق العلاقات مع روسيا لافتا إلى ان تلك الانتصارات التي تتوهمها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بتحقيق ما يسمى الثورات العربية انتصارات خلبية تدحضها الفعاليات الجماهيرية في البلدان العربية ضد السياسة الامريكية وقتل السفير الامريكي في ليبيا وغير ذلك.‏

وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال الجنرال ايفاشوف ان الشعب السوري احرز النصر على اعدائه وينبغي الان توطيد هذا النصر بالعمل الاستراتيجي ومن الهام إلى جانب العمليات القتالية الاستعداد لصد اي عدوان خارجي من قبل تركيا أو غيرها.‏

وشدد على الاهتمام بالعمل السلمي البناء في المجتمع والاقتصاد وقال يجب التفكير والاقتراح على الشعب السوري فكرة تحديث وتحسين اوضاع مختلف الشرائح الاجتماعية ومشاركتها في بناء البلاد والاهتمام برعاية الشبيبة وتحفيزها لتطوير ملكاتها الفكرية والعلمية وزجها في طريق العلم لان العالم اليوم يتطلب المعرفة الواسعة.‏

واشار الجنرال ايفاشوف إلى ان القيادة التركية اليوم تحولت إلى خدمة للقوى العدوانية في الدول الغربية وليس في تصرفاتها اي شيء يلبي مصالح الاسلام والمسلمين وقال ان القيادة التركية اصبحت اداة بيد العالم الغربي يستخدمها لتقسيم الدول الاسلامية إلى اجزاء صغيرة لافتا إلى ان تركيا اليوم تتصرف كما تصرف ادولف هتلر في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي وخلافا لمصالح الشعب التركي.‏

واكد الجنرال ايفاشوف ان بلدان الغرب وخاصة الولايات المتحدة تمارس سياسة فاشية وقال انه اذا كان الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش اعلن حربا صليبية على الاسلام فان ادارة الحزب الديمقراطي الحالية في الولايات المتحدة اختارت استراتيجية تحريض المسلمين على الاقتتال فيما بينهم لتقسيم العالم الاسلامي وتفتيته من اجل تحقيق المصالح الغربية والاميركية بالدرجة الاولى مشيرا إلى ان هذه السياسة هي في الحقيقة السياسة التي وضع اسسها رجل المخابرات البريطاني لورنس العرب في مطلع القرن العشرين والقاضية بارغام العرب على الاقتتال فيما بينهم من اجل مصالح بريطانيا.‏

واضاف ايفاشوف ان البلدان الغربية واجهزة مخابراتها هي التي خلقت المجموعات الاسلامية المتطرفة بما في ذلك تنظيم القاعدة من اجل تمزيق العالمين العربي والاسلامي مشيرا إلى ان المعارضة المسلحة السورية جرى انشاؤها وتنظيمها في اراضي تركيا ويتم دعمها بالتمويل والاسلحة من قبل بلدان الخليج والدول الغربية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية