|
نيويورك واشار الجعفري في بيان ادلى به امس خلال النقاش العام امام اللجنة الاولى للجمعية العامة للامم المتحدة المعنية بشؤون نزع السلاح والامن الدولي إلى الحرب التي تخوضها سورية في مواجهة الارهاب الذي ترتكبه تنظيمات مسلحة متطرفة ومرتزقة مجموعات جهادية عابرة للحدود مطالبا الدول الاعضاء بالالتزام بالمواثيق الدولية والاتفاقيات الدولية الناظمة ذات الصلة ووقف تهريب الاسلحة بكافة فئاتها والمواد ذات الصلة سواء كانت قاتلة أو غير قاتلة والمسلحين عبر حدود الدول المجاورة لسورية. وقال الجعفري: يؤكد وفد بلادي تأييده الكامل للتوجه العالمي نحو بناء مجتمع دولي خال من استعمال القوة والتهديد بها سواء أكانت هذه القوة نووية ام تقليدية و عالم تسوده فعلا مبادىء ومقاصد ميثاق الامم المتحدة القائمة على العدل في التعامل والمساواة في السيادة والسلام بين الامم والشعوب ونؤكد استعدادنا للمشاركة في اي جهد دولي صادق يسعى إلى تحقيق تلك الاهداف النبيلة المنشودة. واوضح الجعفري أن صيانة الامن الوطني هي حق يكفله ميثاق الامم المتحدة لجميع دول العالم وليس ميزة للبعض يبررون بها تحايلهم على مبدأ عدم الانتشار النووي وتطبيقهم لمعايير مزدوجة تشكل عقبة امام نزع السلاح النووي وعدم الانتشار ولاسيما ان عالمنا يواجه تحديات كثيرة يأتي في مقدمتها خطر انتشار اسلحة الدمار الشامل ولاسيما الاسلحة النووية منها عموديا وافقيا ويزيد من هذا الخطر تهديد بعض الدول باستخدام هذه الاسلحة لتحقيق اهداف ومكاسب سياسية. واشار مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة إلى انه بعد مرور اكثر من اربعة عقود على ابرام معاهدة عدم الانتشار النووي اصبح من الضروري ان تمتثل الدول النووية بموجب المادة السادسة من المعاهدة بالعمل جديا لتخليص العالم من هذا الخطر الكبير. واكد الجعفري ان استمرار تسليح اسرائيل من قبل دول كبرى بصنوف اسلحة الدمار الشامل كافة وكذلك تزويدها باحدث الاسلحة التقليدية واشدها فتكا اضافة إلى تمكينها من تصنيع مختلف الاسلحة المتطورة وتخزينها محليا كل هذا هو عبارة عن مقومات سلبية لا تساعد على بناء السلام وانشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية وجميع اسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الاوسط وفقا للامال الدولية المعلقة على نجاح مؤتمر عام 2012 الخاص بانشاء هذه المنطقة في الشرق الاوسط. ولفت مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة إلى قيام بعض الدول النووية بتزويد اسرائيل بالتكنولوجيا النووية المتطورة على مدى عقود من الزمن واستمرار هذه الدول في حماية الاستثناء النووي الاسرائيلي بشكل يخالف التزامات تلك الدول بموجب احكام المادتين الاولى والثالثة من معاهدة عدم الانتشار موضحا ان هذا الامر اتاح لاسرائيل تصنيع وانتاج اسلحة نووية ووسائل ايصالها بما يهدد امن وسلامة منطقة الشرق الاوسط برمتها لا بل ويتجاوز هذه المنطقة. وحذر الجعفري من مخاطر استمرار الصمت الدولي المريب وغير المبرر تجاه مواقف اسرائيل التي انتقلت علنا من سياسة الغموض النووي التي سادت منذ بداية الستينيات من القرن الماضي بناء على تفاهم امريكي اسرائيلي إلى التصريح علنا بامتلاك اسلحة نووية والتهديد باستخدامها وسط صمت مستغرب يؤكد تواطؤ بعض الدول في حماية اسرائيل من عواقب تنصلها من الالتزامات الدولية ذات الصلة ورعايتها لهذا الوضع الشاذ الذي دام طويلا والذي افقد منظومة عدم الانتشار النووي المتمثلة بمعاهدة عدم الانتشار مصداقيتها. وقال مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة ان سورية تعبر عن قلقها البالغ لعدم تمكن مؤتمرات استعراض المعاهدة حتى وقتنا هذا من وضع برنامج زمني محدد وملزم للدول الحائزة للاسلحة النووية للتخلص الكامل من الترسانات النووية الموجودة لديها اذ ان الكثير من الاجراءات العملية التي اعتمدتها خطة عمل مؤتمر مراجعة عدم الانتشار لعام 2010 محدودة وغير كافية. واكد الجعفري أن ما صدر عن مؤتمر مراجعة المعاهدة لعام 2010 بخصوص انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط استنادا إلى قرار مؤتمر المراجعة لعام 1995 يحتم على المجتمع الدولي العمل تجاه تحقيق هذا الهدف وذلك من خلال ضرورة الضغط على اسرائيل للانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية كطرف غير حائز على الاسلحة النووية اسوة بجميع دول المنطقة وكذلك ضرورة الضغط على اسرائيل لاخضاع جميع منشاتها النووية وجميع نشاطاتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقا لقرار مجلس الامن 487 لعام 1981 ولقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية رقم 17 لعام 2009 اضافة إلى القرارات الأخرى ذات الصلة وذلك حفاظا على الامن والسلم الدوليين. واضاف الجعفري ان معظم دول العالم تتطلع إلى انعقاد ونجاح المؤتمر الخاص بانشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية وجميع اسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الاوسط والمقرر عقده قبل نهاية هذا العام في هلسنكي بفنلندا الا ان اعلان اسرائيل في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المنصرم يؤكد نيتها على التنصل من قرار مؤتمر المراجعة لعام 2012 وبالتالي افشال مؤتمر هلسنكي موضحا ان الجميع يعلم ان اسرائيل هي الطرف الوحيد في منطقتنا الذي يمتلك اسلحة نووية ووسائل ايصالها. وطالب مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الامين العام للامم المتحدة والدول الراعية لقرار الشرق الاوسط والدول دائمة العضوية في مجلس الامن بصفتها الدول النووية احترام التزاماتها والضغط على اسرائيل للمشاركة في المؤتمر وكذلك الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار كطرف غير نووي. واوضح الجعفري ان مؤتمر نزع السلاح هو المحفل التفاوضي الوحيد لبحث قضايا نزع السلاح ومن الاهمية بمكان احترام انظمة المؤتمر وقواعده الاجرائية التي تشكل اساسا لا بد منه لنجاح اي عمل قد يتم التوافق عليه مؤكدا في هذا الصدد ضرورة ان يعتمد المؤتمر برنامج عمل متوازنا وشاملا وان يتضمن هذا البرنامج تشكيل هيئات فرعية للتفاوض بشان برنامج لازالة الاسلحة النووية ازالة كاملة وفقا لبرنامج زمني محدد وملزم وغير مشروط اضافة إلى التفاوض لوضع صك عالمي ملزم قانونيا وغير مشروط يهدف إلى توفير ضمانات امن سلبية للدول غير الحائزة على الاسلحة النووية بعدم استخدام هذه الاسلحة أو التهديد باستخدامها ضدها وكذلك التفاوض حول منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي وحظر انتاج المواد الانشطارية. وقال الجعفري ان سورية تؤكد على الحق غير القابل للتصرف للدول الاطراف في معاهدة عدم الانتشار وفقا لاحكام المادة الرابعة من تلك المعاهدة بالحصول على التكنولوجيا النووية وتطويرها وتوظيفها للاغراض السلمية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وان تقوم الوكالة بمهمتها في تيسير التعاون بين الدول في مجال استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية مؤكدا معارضة سورية لاي محاولة لتفسير النصوص بشكل ينتقص من هذا الحق أو يقيد استخدامه. وأضاف مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة ان الواقع الحالي في عالمنا بخصوص ظاهرة الاتجار غير المشروع بالاسلحة الصغيرة والاسلحة الخفيفة يظهر لنا جميعا انخراط بعض الدول الكبرى والصغرى على حد سواء المنتجة وغير المنتجة في نقل الاسلحة الصغيرة والاسلحة الخفيفة إلى المجموعات الارهابية والعناصر من غير الدول والمجموعات المسلحة غير الشرعية والمرتزقة بهدف اذكاء الازمات وتقويض استقرار دول بعينها أو اقاليم بأكملها خدمة لمصالح تلك الدول الجيوسياسية والاقتصادية. وتابع الجعفري قائلا تشهد بلادي سورية احداثا مؤلمة نتيجة الاعمال الارهابية التي تنفذها تنظيمات مسلحة متطرفة ومرتزقة ومجموعات جهادية عابرة للحدود تستخدم اساليب اجرامية غير محدودة استنادا إلى فتاوى تكفيرية ومتطرفة غير مسؤولة صادرة عن محرضين مقيمين في دول عربية واقليمية ودولية اضحت معروفة للجميع. واوضح الجعفري ان هذه المجموعات الانتحارية تستخدم السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات الناسفة وكافة انواع الاسلحة الصغيرة والاسلحة الخفيفة لضرب اهدافها من بشر ومرافق حيوية وبنى تحتية بهدف نشر ثقافة الموت والدمار والذعر في صفوف المواطنين والدفع باتجاه الفتنة الطائفية والحرب الاهلية بهدف استقدام التدخل العسكري الخارجي بذريعة حماية المدنيين. واكد الجعفري ان العمليات الارهابية التي تضرب سورية لا يمكن تنفيذها دون توافر التمويل والدعم سواء في المال أو السلاح أو الاشخاص أو من خلال التغطية السياسية والاعلامية لانشطة المجموعات المسلحة التي تنفذ هذه العمليات. وقال مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة انه لمن دواعي الاسف فعلا قيام بعض الدول العربية والاقليمية والدولية بتوفير هذه التسهيلات علانية لمجموعات ارهابية مسلحة من اجل القيام بأعمال ارهابية في سورية لا بل تعهد هذه الدول علنا بتقديم الدعم والسلاح والمال والتدريب وتأمين الملاذات الامنة للارهابيين بمن فيهم اولئك التابعون لتنظيم القاعدة وذلك بهدف تحقيق اهداف سياسية تدخلية خارجية في شؤون سورية الداخلية. وطالب الجعفري الدول الاعضاء بتحمل مسؤولياتها وبالالتزام بالمواثيق الدولية والاتفاقيات الدولية الناظمة ذات الصلة ووقف تهريب الاسلحة بكافة فئاتها والمواد ذات الصلة سواء كانت قاتلة ام غير قاتلة والمسلحين عبر حدود الدول المجاورة لسورية. |
|