تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


برامج الصحافة والهدف العائم !

فضائيات
الأحد 28-3-2010م
غسان يوسف

قد تكون برامج الصحافة التي تعرضها الفضائيات العربية وغير العربية من البرامج المتابعة إذا ما قيست بالبرامج التي تعرضها الشاشة الصغيرة فالإنسان بطبعه يحب الاطلاع على ما تنشره الصحف من آراء ودراسات وأخبار طبية وعلمية .

لكن المهم هنا هو ما الذي تختاره الفضائيات من الصحف وبأي طريقة تعرضه , أليس لكل محطة خطها وهدفها .. فقد تختار محطة ما .. مقاطع من مقال قد لا يلفت نظر الأخريات لأنه يلائم سياستها ونهجها وتوجهها وهنا مكمن الأهمية !‏‏

ما دفعني لكتابة هذا المقال هو خبر صغير نشرته صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن وهاأناذا أنقله لكم بالحرف : «أرسلت سفارة إسرائيل في اليونان إلى عضو البرلمان اليوناني تيودور بانغاليس النائب عن حزب (باسوك) الاشتراكي والمسؤول عن تنسيق السياسة الخارجية والدفاع في الحكومة اليونانية، هدية بمناسبة الأعياد، لكن تيودور بانغاليس أعاد الهدية ورفض استلامها لأنها (مسروقة) من الجولان المحتل »!‏‏

 وجاء في رسالة له أرسلها للسفير الإسرائيلي : «للأسف لاحظت أن الهدية المرسلة إلي هي من إنتاج مرتفعات الجولان السورية ولقد علموني منذ صغري أن لا أسرق ولا أقبل بضاعة مسروقة، لذا لا يمكنني قبول هذه الهدية وعليّ إعادتها لك، وكما تعلم فإن بلدكم تحتل، بصورة غير شرعية، مرتفعات الجولان التي تعود إلى سورية، بموجب التاريخ، القوانين الدولية».‏‏

الخبر أبرزناه في برنامج (عناوين وأعمدة ) التي تبثه الفضائية السورية ولكن على الرغم من أهميته لم تبثه أي قناة عربية وكأن الموضوع لا يعنيهم من قريب أو بعيد لتبرز الحقيقة المرة في إعلامنا الفضائي العربي وهو أن فضائياتنا العربية لا تردد إلا ما تنقله وكالات الأنباء الغربية ومحطاتها التلفزيونية دون تدقيق أو تمحيص بالخبر أو الصورة المرافقة !‏‏

والسؤال أين دور الإعلام العربي عندما تعتدي إسرائيل على المقدسات العربية وأين دوره عندما ترى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة يلتقي أسرة جلعاد شاليط ويتجاهل أُسَر أكثر من اثني عشر ألف أسير فلسطيني؟! أين الإعلام العربي الذي يطنطن بصاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية أو جندي إسرائيلي أسرته المقاومة اللبنانية ويتجاهل القصف الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين واللبنانيين بطيارات الـ ف 16والأباتشي والأسلحة المحرمة دوليا؟ أين الإعلام العربي عندما يرى إسرائيل تهود المقدسات الإسلامية وتدعي أنها من ( التراث اليهودي) في حين تستقبل بعض القنوات العربية إسرائيليين بحجة الرأي الآخر ؟!‏‏

والسؤال الذي يجعلنا نكتب بحرقة وغصة ..لماذا نرى الإعلام العربي متفرقاً غير مجتمع على قضاياه القومية بعكس الإعلام الصهيوني ومن يدور في فلكه المتفق على ترويج الخرافات والأساطير بغض النظر عن صحتها !!‏‏

gh-yosef@scs-net.org ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية