|
ثقافة ويضم في مسابقته تسعة عشر فيلماً، كما يعرض خارج إطار المسابقة تسعة عشر فيلماً، كما يطرح مسابقة لتأليف (سيناريو فيلم قصير)، تتألف لجنة تحكيم الأفلام من الكاتب محمود عبد الواحد والمخرج باسل الخطيب والفنانة سلاف فواخرجي، أما لجنة تحكيم السيناريو فتتألف من الكاتب والاعلامي حسن م.يوسف والناقدة ديانا جبور والمخرج بشار عباس.
وفيما يلي نعرض لثلاثة أفلام قصيرة تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان وهي من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ضمن منحة مشروع دعم سينما الشباب، (السوناتا الأخيرة، رحيل، نوافد مغلقة)، وننطلق من الفيلم الصامت (السوناتا الأخيرة) سيناريو وإخراج حسام شراباتي الذي ينبض إحساساً مرهفاً وحباً وتبرز فيه الموسيقا كبطل أساسي آخر إلى جانب بطليه الأساسيين ويحكي عن قصة حب تنشأ في مقهى ما يضفي أجواءً من الفرح والغبطة على علاقة مغرقة في شفافيتها ورومانسيتها، وعندما يتواعدان على اللقاء في اليوم التالي تفرق بينهما رصاصة طائشة تستقر في جسد الشاب فيسقط وتسقط معه اللوحة التي أعدها لحبه الواعد، إنه الموت برصاصة طائشة تقتل كل شيء حتى الحلم والجمال والحب، تلك النهاية المأساوية لحكاية تحمل الدفء بين حناياها تحولت إلى صفعة ترسم علامات الدهشة وتعكس بإطار سينمائي مآسي الحرب وتداعياتها المؤلمة. الفيلم الثاني (نوافد مغلقة) سيناريو وإخراج انتصار جوهر وفيه تتسرب الكاميرا من خلال النوافذ المفتوحة إلى عمق هموم أهل الحارة لنكتشف أوجاع أشخاص أنهكتهم الحياة ضمن الأزمة حيث يعيش كل منهم ألمه بمرارة، ولكن وسط ذلك كله يبقى للطير جناحان يطير بهما، ويبقى هناك أمل بالمستقبل. أما الفيلم الثالث فبعنوان (رحيل) سيناريو وإخراج حنان سارة ويتناول حكاية فتاة عملت مربية لرضيع توفيت والدته فكانت له الحضن الدافئ والملاذ الآمن، هي روحاً شفافة تحط بعطرها أينما حلت حتى أن الأب تعلق بها وحمل لها الحب في داخله، كبر الطفل الصغير وبات مراهقاً تولع بها أكثر فأكثر شأنه شأن والده، وحين بثها كل منهما لواعج حبه فضلت الرحيل بصمت سعياً منها للحفاظ على العلاقة الأسرية داخل العائلة وكي لا تفرّق بينهما، لقد ظنا أن اعتيادهما على وجودها هو الحب، في حين أن هناك خطاً فاصلاً يفرّق بين الحب والمحبة، وبشكل عام يغوص الفيلم نحو الجذور والروحانية فيما يقدم من أفكار ورؤى، إنها تراتيل المحبة بنغمات تغوص عمقاً في الترانيم السريانية، حيث يتم التأكيد على مفهوم الحب السامي اللامتناهي البعيد عن المادي لصالح الروحي، فيظهر الحب بأنقى صوره وبكل معانيه النبيلة.. يذكر أن المخرجة الشابة اعتمدت في فيلمها على لعبة الزمن في سرد الحكاية لتضمن إحداث التأثير الأقوى الأمر الذي عززته من خلال الموسيقا ودلالاتها، كما عنيت في الكثير من التفاصيل بما فيها الحوار ليخرج الفيلم من حالته السردية القصصية إلى حالة تحلق في بعد روحي فيه الخطوط الثلاثة، الأب والأبن والمربية التي شكّلت الروح، مما يشي بأكثر من مستوى لقراءة الفيلم. |
|