تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


موسم الاستحقاق .. فمن يتلكأ ..?!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 21/2/2006م
علي قاسم

وجها لوجه تقف الحقائق وتتصادم , والذين كان ردحهم طوال عام كامل غير معنيين , بل ثمة حاجة ملحة لتجاوزها , أو نسيانها ,

وهمهم الوحيد التعاطي مع الأجندة التي وضعتها السفارات أو العواصم , والتي أضحت ضاغطة إلى الحد الذي لم يسمح لهم بالتأجيل .‏

وضعوا أنفسهم أمام الخيارات الأرداء , فكان خطابهم مملوءا بالحقد والكراهية ..سوقيا ومتخما بدونية الألفاظ , تستحثه الوعود الضاغطة , وليكن بعدها الطوفان .‏

بهذه العناوين بدأ موسم الاستحقاق ساخنا إلى الحد الأقصى , والوعود التي كانت من تحت الطاولة حان وقت فردها فوق الطاولة , والمهلة الزمنية التي أعطيت لفريق المصفقين في لبنان قد شارفت على نهايتها.‏

وحتى ورقة التوت التي كانت تغطي بعض عوراتهم قد سقطت , ولم يعد هناك ما يسمح بالتخفي وراء قوس الرهان على الوقت أو التطورات في أي ملف أخر , لذلك وجدناهم ينسون الحقيقة التي كانت شعارا حتى الأمس فيطاح بالحقيقة نهائيا .‏

وسط هذا وذاك كان لا بد من خيط مشترك بينهما ,يستبعد الحلول الوسط , ولا يرضى بأنصاف الحلول , يقوم على سيناريو تتقاذف المسؤولية عنه السفارات في لبنان , كان أول خيوطه الحديث على خطين متوازيين الأول ينتقل عبر تنشيط واقع الفعل على التحريض والثاني من خلال البحث في الأوراق القديمة على الأشياء التي لم تستخدم بعد .‏

وفي الحالين تبدو المهمة واحدة , وهي تنفيذ سلة الوعود التي قدمت لواشنطن وباريس تحت مسمى القوى الجديدة القادرة على تغيير اللاعبين على الحلبة .‏

وكانت الحجة أن من يحمي الأمر من الانهيار , وبالتالي الاستسلام لاتجاهات القوى المرتبطة بتلك السفارات هو وجود الرئيس لحود فكانت تلك الحملة المسعورة المرتبة فرنسيا , والمراقبة أميركيا بدقة وحذر خشية الانزلاق أو الانفلات.‏

ومع عودة الحديث إلى لغة الترهيب والترغيب , ثمة مفارقة حاضرة بقوة في المشهد , وتتعلق بنتاج الخطة التي دفعت بأولئك للقبول باتهام أنفسهم , بأنهم خانوا الأمانة التي تمليها عليهم خيارات الشعب اللبناني .‏

والأخطر عندما تسجل سابقة في الحياة السياسية اللبنانية لن تقتصر على محدودية الأثر , ولا على زمانه أوتوقيته , بل ستفتح الباب على مصراعيه أمام تداعيات ستتجاوز السطور القليلة للتلقين الذي تناوبت كل من واشنطن وباريس على تسويقها .‏

إنه موسم الاستحقاق , فمن يجرؤ على التردد أو التذمر أو الاعتراض? والسباق المحموم يجري على من هو الأكثر قدرة على التجاوب.. لم يعد هناك سقف لرعونة أولئك والخيبة التي ارتسمت على وجوههم تترجم الكثير مما لم يتجرا أحد منهم على قوله بعد , رغم أن ما قالوه لم يسبقهم إليه أحد من قبل , ومن المشكوك أن يخطرببال أحد أخر في المستقبل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية