|
فنون ومنها الأغنية التي شهرت المرحوم محمد ضياء الدين (عين زائد سين) التي قدمته كملحن ومغن, وهو لا يزال على مقعد الدراسة الاعدادية, قبل سفره إلى مصر, لكنني انصرفت عن هذا الكار إلى كار آخر, هو كتابة القصة, فقد أدركتني حرفة الأدب مبكراً. غير أنني ما زلت أتعلق بالأغنية سماعاً ألاحق الجيد المبتكر منها, وقد أطربتني المرحومة فايزة أحمد كثيراً, فاقتنيت أغانيها على أشرطة ثم التي على كاسيتات. ومن قبلها أم كلثوم التي غنت يوماً من كلمات أحمد رامي بيتاً من الزجل اعتبره خارقاً من الجدة والجمال وهو: عزة جمالك فين. من غير دليل يهواك ولأنني أحفظ كلمات الأغنيات. فقد حفظت كثيراً منها ومن الزجل اللبناني وزعيمه بلا منازع ميشال طراد الذي اشتريت ديوانه (جلنار) منذ أكثر من خمسين سنة, وأطربتني زجليته (نغمشي) التي يقول فيها على لسان الصبية: حسيت هيك مثلي بنغمشي ومن الزجل السوري حفظت مونولوجات و أغنيات لسلامة الأغواني ولمسلم برازي وفوزي المغربي, ولعمر حلبي الذي غناه المرحوم رفيق شكري كثيراً وكلما رأيت الصديق جورج عشي, وهو شاعر أغنية بارع, أردد بيتاً له, يقول فيه: مشي معي نعمل سوا مشوار عند المسا مشي معي نعمل سوا مشوار ما بينتسى فأطرب للكلام الجميل والفكرة الرائعة والسبك المبتكر. ما الذي جرى لشعراء الأغنية? لماذا هذا الابتذال في كتابة الأغاني هذه الأيام? لماذا هذا الانحطاط: (الطشت قاللي يا حلوة يللي..) مثالاً. لقد سمعت في برنامج (سوبر ستار) صبّية سورية عمرها سبعة عشر عاماً تغني. إنها شهد برمدا, وهي اسم على مسمى, وسواء جاءت الأولى أو الثانية فإنني أرجوها أن تدقق في كلمات الأغنيات التي ستغنيها في المستقبل كي لا تضيع في سخيف الكلام والشعر, وهي صاحبة الصوت الذي قل نظيره. |
|