|
شباب حسب رأيهم، وكونها مريحة ومقدرة اجتماعياً. بالمقابل كانت النظرة سلبية للتعليم المهني، بالإضافة إلى طموح عدد غير قليل من الشباب إلى مزاولة أعمال تتناسب مع استشراء الروح الاستهلاكية وهذا ما يفسر انتشار الكثير من محال الهواتف النقالة والاكسسوارات وأماكن التسلية والترفيه وما شابه. يقول أحمد وهو خريج كلية الاقتصاد جامعة دمشق إنه يفضل لو درس الطب أو الهندسة بدلاً من التجارة، ويعزو ذلك للنظرة الإيجابية التي يسبغها المجتمع على تلك المهن، بالرغم من الربح السريع الذي تحققه التجارة. ريما خريجة كلية التربية معلم صف فضلت متابعة الدراسات العليا على العمل باكراً علماً أنها عملت في مكتبة لبيع قصص الأطفال خلال سنوات الجامعة. يرى سامي الموظف الإداري في إحدى مؤسسات قطاع العمل أن العمل الإداري ضمان للمستقبل وخاصة إذا كان لا يمتلك شهادات علمية عالية تتطلب وظائفها اختبارات فائقة وشروطاً محددة وخاصة في القطاع الخاص. يتفق أغلب الاختصاصيين الاجتماعيين على أن ندرة العمل وعدم ربط التعليم بسوق العمل وضعف استقطاب القطاع الخاص لأصحاب الخبرات من أهم الأسباب وراء الاعتقاد أن العمل المكتبي والإداري ضمان للمستقبل، علماً أنه يجمد العقول وخاصة إذا كان دون فائدة. من جهة أخرى تأتي مسألة أو بالأحرى مشكلة الرجل المناسب في المكان غير المناسب من الدوافع الأساسية التي تكمن وراء تفكير الشباب بالهجرة حتى على حساب العمل المكتبي والإداري في القطاع العام. في أحد الأبحاث الميدانية التي شملت ستة آلاف شاب وشابة من جميع المحافظات تركزت اهتمامات الشباب المهنية حول أعمال التجارة والاتصالات والمهن الطبية والهندسية وهذا ما فرضته محددات موضوعية تتعلق بالمجتمع وظروفه وأخرى ترتبط بهم وبذويهم أي إن الأسرة والمجتمع يلعبان دوراً كبيراً في قولبة خيارات الشباب وتفضيلاتهم المهنية حيث يتم الترغيب بأشكال معينة من المهن دون غيرها نظراً للتقدير الذي يحظى به من يزاولها أو لأسباب تتعلق بالهم المعيشي وبالحالة المادية التي تعيشها بعض هذه الأسر. |
|