تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«النيماتودا» في المحاصيل الزراعية.. كثرت الدراسات وبقي المرض مستفحلاً !!

مراسلون
الخميس 3-6-2010م
غانم محمد

ينتشر مرض نيماتودا «تعقد الجذور» في سورية في جميع المناطق المروية ويؤدي المرض في جملة ما يؤدي إليه إلى ضعف امتصاص الماء والأملاح من قبل النبات المصاب

وتظهر آثار هذا المرض على المجموع الخضري للنبات ويحدث ضعفاً عاماً في نمو النبات يصاحبه اصفرار الأوراق وذبول في الأوراق وينتج عن ذلك نقص كبير في كمية الانتاج ونوعيته..‏

أكثر من دراسة منفذة من قبل الهيئة العامة للبحوث الزراعية ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) أعدها الدكاترة: خالد العس من كلية الزراعة في جامعة دمشق وطوني طلب من الهيئة العامة للبحوث الزراعية وجورج أسمر من الهيئة العامة للبحوث الزراعية والمهندس أحمد سليمان من مديرية الزراعة باللاذقية وكل هذه الدراسات تحمل معها تشخيصاً لهذا المرض ووصفاً لما يحدثه في التربة وفي النبات والحلول المقترحة لمكافحته وكلها موضع ثقة، ولكن من يوصلها للمعني الأول بها وهو المزارع؟‏

سألنا المراكز البحثية في محافظة طرطوس أكثر من مرة السؤال السابق فكان الرد يأتي: إن ايصال هذه المعلومات واجراءات التنفيذ يتم عبر الأيام الحقلية التي تنجزها هذه المراكز والتي لا تتجاوز المرتين في السنة ولا يحضرها إلا القليلون من المزارعين وبالتالي فإن البحث عن طريقة جديدة ولو وصلت إلى حد الذهاب إلى حقول المزارعين وتوزيع هذه الدراسات عليهم داخل البيوت البلاستيكية والأراضي الزراعية هو المطلوب حالياً واكتشاف الداء وآلية علاجه، لا يكفي إن لم ترافق ذلك خطوات عملية وعلى نطاق واسع..‏

تقول الدراسات التي بين أيدينا: تسبب الأنواع المختلفة من جنس (ميلويدوجين) مرض «تعقد الجذور» على الآلاف من النباتات في جميع أنحاء العالم وتعتبر نيماتودا «تعقد الجذور» أهم نيماتودا نباتية على الاطلاق، كما يعتبرها الكثير من علماء أمراض النبات أحد أهم وأخطر خمسة مسببات مرضية اقتصادية في العالم وتعود تلك الأهمية إلى عدة عوامل لعل من أهمها انتشارها الواسع ومداها العوائلي الواسع وكذلك تعاونها مع الأحياء الأخرى (وخاصة الفطريات والبكتريا) في إحداث الكثير من الأمراض النباتية المركبة التي يصعب مكافحتها، بالإضافة لقدرتها على كسر مقاومة النباتات لبعض الأمراض الأخرى وإضعاف النباتات وتهيئتها للإصابة بأحياء ثانوية غير قادرة على الإصابة وحدها وتسبب هذه النيماتودا خسائر اقتصادية فادحة للمحاصيل الزراعية وخاصة في المناطق الدافئة والأراضي الرملية وقد تكون نسبة الخسارة 100٪ للمحصول.‏

تصيب الأنواع المختلفة من هذه النيماتودا ما لايقل عن 2500 نوع نباتي تشمل جميع أنواع المحاصيل الاقتصادية المزروعة تقريباً (القطن- الشوندر- البندورة..)‏

ونباتات الزينة والأشجار، ويعرف حالياً حوالي 80 نوعاً من نيماتودا «تعقد الجذور» أما الأعراض الأكثر تمييزاً للمرض فهي تلك التي تظهر على المجموع الجذري والأجزاء الأرضية من النباتات حيث يميز الإصابة تكوين أورام ظاهرة وخاصة على الجذور الرفيعة يطلق عليها العقد الجذرية ويختلف حجم العقد المتكونة وشكلها باختلاف أنواع نيماتودا «تعقد الجذور» والكثافة الابتدائية للعدوى وكذلك باختلاف العائل المصاب بالنوع الواحد.‏

ولم تنس الدراسات تقديم الحلول والمكافحة لهذا المرض وشملت طرق المكافحة الزراعية الوقائية ضرورة اتباع الدورة الزراعية وإزالة بقايا المحصول السابق والحراثة الصيفية والعناية الحقلية المستمرة وزراعة أصناف مقاومة أو متحملة للإصابة واختيار الشتول السليمة عند الزراعة، وشملت طرق المكافحة الفيزيائية استخدام التعقيم الشمسي والتعقيم الحيوي وتعقيم التربة بالبخار (ضخ بخار الماء بواسطة جهاز تبخير إلى التربة المراد تعقيمها لرفع درجة حرارة التربة إلى 70 درجة مئوية على عمق 20 سم) إضافة للمكافحة الكيماوية والمكافحة المتكاملة وغير ذلك من طرق المكافحة.‏

ومن خلال معايشتنا للأمور الزراعية في محافظة طرطوس فإن أغلب المزارعين يتبعون طريقتين بالمكافحة، الأولى التعقيم بالغاز ومن مضاره أنه يقتل جميع كائنات وبكتريا التربة الضار منها والمفيد، كما أن النتائج غير مضمونة لأن استقدام الغاز المخصص للتعقيم لا يتم عبر القنوات الرسمية وهو غير مكفول ومكلف جداً والطريقة الثانية هي التعقيم الشمسي وهو الأكثر فائدة والأقل كلفة وكما ذكرنا سابقاً فلا بأس بورشات عمل جوالة خلال أشهر الصيف حيث تتم عمليات التعقيم على الحقول والمزارع لضمان جودة أكبر في الإجراءات المتخذة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية