|
الافتتاحية أول خطر على سياستها تواجهه، هو الاتجاه العالمي لفرض رفع الحصار عن غزة. في مواجهة ذلك، ستطيل إسرائيل من الدربكة قبل إظهار نياتها باتجاه أي قرار.. هي حتى الآن تسترضي شعوباً ودولاً ومنظمات عبر الإفراج عن الرهائن الناشطين، وبودها لو تشعر العالم أنها بذلك تقدم هدية أو أضحية. إعادة الناشطين إلى أوطانهم لا يلغي أبداً أنهم تعرضوا لعمل اجرامي هدد حياتهم.. هوجموا وكان كل منهم مشروع شهيد .. أسروا دون وجه حق ولم يكونوا محاربين ولا مسلحين.. واقتيدوا بظروف سيئة وتعرضوا للإرهاب والرعب والضرب والإهانة.. وهذه جريمة بحد ذاتها. مع هذه المشاغلة بالإفراج عن الناشطين ونقلهم، ما زالت إسرائيل تتكتم على أسماء الشهداء والجرحى وعددهم الحقيقي. معطية لنفسها فرصة مشاغلة أخرى.. وهذا يلقي ضوءاً على أحد أسباب إصرار تركيا على نقل جرحاها وناشطيها بوسائطها. ستتحرك إسرائيل على عدة محاور.. منها محاولة إظهار القضية وكأنها مواجهة بينها وبين تركيا.. تعتذر.. تسترضي.. تقدم وعوداً.. لكنها.. سمعت الجواب مسبقاً ومن الزعيم رجب طيب أردوغان: سئمنا كذبكم.. لن ندير ظهرنا لغزة بعد اليوم.. تريد إسرائيل استبدال الموقف العالمي الضاغط بلا حدود لإتمام رفع الحصار عن غزة، بخلاف مع تركيا.. ومشكلتها أن تركيا لا تريد ذلك.. بل إن تركيا أوضحت دون أي مجال لأي احتمالات بالتراجع أنها لن تقبل باستمرار حصار غزة وبالتالي هي في حالة انسجام كامل مع الموقف الدولي. لتركيا دور كبير في مأثرة إرسال ودعم أسطول الحرية.. وقد استطاعت أن تظهر بكفاءة عالية حقائق جديدة عن الموقف الدولي العالمي من حصار غزة.. فتحول رفع الحصار إلى قضية عالمية تطالب به كل الدول، وإن تلعثم بعضها أحياناً، كما في قول السيدة كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية: «إن الوضع في غزة غير مقبول ولا يمكن أن يستمر..» في حين كانت معظم دول العالم ومنظماته واضحة في إعلانها وجوب رفع الحصار. الآن ومن حيث إنني عنونت مقالاً قبل ارتكاب إسرائيل لجريمتها ب «انتهاء الحصار».. أرى أن رفع الحصار أصبح هاجساً عالمياً.. لا تراجع عنه.. لا يستطيع العالم الآن العودة للقبول بالحصار، حتى الدول التي عنت ولم تقل.. أو قالت ولم تعنِ.. والأهم الآن في رأينا.. أن يخطو العالم خطوة أخرى إلى الأمام، باتجاه إنهاء الاحتلال وإقامة السلام. ذاك هو الحل الأكيد الوحيد والدائم. لأنه مع الاحتلال دائماً هناك حصار. |
|