|
شؤون سياسية وتأليبها ضد إيران، وإقناعها للوقوف معها في ضرب إيران وإجهاض قوتها العسكرية والنووية الصاعدة، كل ذلك كرمى لعيون الكيان العنصري الصهيوني، فكما هو معروف أن الأسلحة الإيرانية لن تصل إلى واشنطن ولن تهددها، لكنها تهدد المصالح الأمريكية وتلجمها من التمادي في تحقيق مخططاتها في السيطرة والهيمنة، وتهشم القوة الإسرائيلية التي تحاول أن تطل برأسها لإجهاض المقاومة العربية وإخضاع الدول التي لا ترقص على الأنغام الأمريكية ومشاريعها وتخضع لمشيئة قادة واشنطن وتل أبيب، إذاً فسر الصراع، هو مصالح إسرائيل والحفاظ عليها قوة أولى في المنطقة، ومنع ولادة أي قوة أخرى تنافسها أو تكون نداً لها، وفي هذا الإطار، نرى التحرك للدبلوماسية الأميركية من روسيا إلى الصين إلى دول الخليج العربي وإلى العديد من دول العالم. وواشنطن اليوم، تحاول إثارة الخلافات بين العرب وإيران وبث حالة الرعب بين الطرفين من احتمال الهيمنة والتوسع التي تزعم أن إيران تخطط لها، وفي الواقع فقد وقع بعض العرب في الفخ، وأخذوا يحرضون على العداء لإيران ووصل ببعضهم أنه اعتبرها العدو الأول وليس الكيان الصهيوني! وفي إطار إقناع الدول الكبرى مثل الصين وروسيا وغيرهما بالتحالف ضد إيران، تقدم لهم بعض الإغراءات والتنازلات، ولقد سارع رئيس وزراء الكيان الصهيوني (نتنياهو) لمساندة سيدة الدبلوماسية الأميركية، فهرع إلى روسيا، وعدد من بلدان العالم، ليعلن عن مخاوفه من تزايد قوة إيران وسلاحها النووي السلمي، ويعلن مخاوفه من تزايد قوة حزب الله وسورية، هذا ما تفعله واشنطن وتل أبيب، أما إيران والقوى المقاومة العربية، فهي تعد العدة لكل الاحتمالات السلمية والحربية، فهي تمد يدها لكل المساعي الخيرة التي تهدف لتحقيق السلام والعدل في المنطقة، وفي الآن نفسه، تعزيز التعاون والتنسيق فيما بينها لدعم قوتيهما، وترسيخ نهج المقاومة والصمود الذي أثبت جدارته ومصداقيته على كل الخيارات الأخرى. لقد جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن الأمريكية الصهيونية، فإذا كان العقل يقول بعدم إمكانية إقدام قوى الشر والعدوان على شن أي حرب حالياً على أي من قوى المقاومة، إلا أن التاريخ يعلمنا أن القوى الاستعمارية لم تكن يوماً تخضع للعقل والمنطق في تصرفاتها وحروبها، وهذا ما شهدته البشرية في حربيها العالميتين الأولى والثانية، حيث الغطرسة والقوة والجشع هي الأسباب الدافعة للعدوان، وخاصة أن من يقود دفة السياسة اليوم، في واشنطن وتل أبيب هو من المؤمنين بالصهيونية، عدوة الجنس البشري كله. على أي حال، إن قوى المقاومة اليوم أصبحت تمتلك قوة ردع، يستطيع العدو أن يحسب لها ألف حساب وإن تهور وارتكب حماقة في شن حرب جديدة، فسيكون بقاؤه موضع تساؤل. |
|