|
فنون لا طائل منها سوى ملء الوقت بمشاهد قد تحمل إساءة حتى أكثر مما تحمل من سطحية ؟ أمن المعقول أن هناك حالة عقم في النصوص الجيدة إلا فيما ندر؟ ومتى ترفع البطاقة الحمراء في وجه النصوص التافهة والساذجة التي تسيء إلى جسم الدراما السورية ؟. هي تساؤلات مشروعة في ظل ما تم عرضه في المواسم الدرامية الأخيرة وما تم التصريح عن إنجازه للموسم الدرامي القادم ، إذ يحق لنا قرع ناقوس الخطر ، ففي حين كان ما يميز درامانا العمق الفكري والمضمون الذي يلامس مشكلات حارة لدى شريحة واسعة من الناس باتت اليوم الأعمال الهامة ذات النصوص القوية والمُحكمة تُعد على أصابع اليد الواحدة ، وكأن هناك اتفاقاً غير مُعلن بين العديد من الشركات على الاسترخاص واستسهال العملية الفنية الإبداعية والاكتفاء بالجانب التجاري منها فقط ، وإلا فكيف نفسر استكتاب شركات إنتاجية لبعض الكتبة بإعطائهم الإطار العام والفكرة التي يمكن أن يتم تسويقها بأسهل الطرق وبعد فترة بسيطة يكون النص جاهزاً ليقود عملية إخراجه مخرج جاهل يستعين بعدد من الوجوه الفنية ليمنح عمله بصيص ضوء ، والأنكى من ذلك كله كمية الارتجال التي تجري أمام الكاميرا ، والمصيبة الأكبر أنه يتم الاعلان عن جزء ثانٍ له !.. أليس من المعيب أن هناك أعمالاً أساءت بضحالة مستواها وننتظر إعلان أجزاء أخرى منها!؟. مما لا شك فيه أن لدينا كتّاباً هامين لهم هاجسهم الابداعي ، والأمثلة عديدة ، لا بل هناك أعمال قُدمت وأخرى يُنتظر أن تُقدم (على قلتها) تشي بهم وبقدراتهم ، فلماذا لا نعزز هذا الاتجاه في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للرفع من شأن درامانا التي استطاعت إثبات وجودها رغم الصعاب كلها. |
|