|
حدث وتعليق وجعله الشبح الذي يظهر للعالم أينما توجه، وبالتالي لا بد من محاربته، ومن أجل ذلك لا بد من السلاح، والسلاح لا يوجد إلا في معامل الولايات المتحدة ومخازنها، بينما ثمنه من السهل الحصول عليه، فهو في أيدي مجموعة من الرعاع الذين لا يعرفون ألف باء السياسة، وجلَّ همهم حماية العروش التي يبسطون عبرها السيطرة على ثروات المزارع التي يديرونها. فأميركا وتحت تلك الحجج الواهية، أي محاربة الإرهاب الذي صنعته، فعلت ما فعلته بالمنطقة، وخصوصاً في سورية، وارتكبت الجرائم الوحشية الكثيرة، بعد أن أوهمت العالم بتحالفها الدولي المزعوم الذي تتزايد جرائمه، وتتزاحم مع كل تقدم للجيش العربي السوري، والذي يحقق من خلاله الانتصارات المتتالية ضد التنظيمات الإرهابية، ولاسيما « داعش» وأخواته، ولعل حديث ديفيد بتريوس الرئيس السابق لـ « سي آي إيه» لقناة «اي بي سي نيوز» الأميركية، عن سياسة بلاده الهوجاء والتي تبتعد عن الحوار والتفاهم، واللجوء للغة التهديد والوعيد، هو ما أوصلها إلى هذه المرحلة من الغرق في مستنقع الصراعات الدولية، وذلك إذا ما استعرضنا القضايا الدولية الشائكة والملفات الحساسة. واشنطن اليوم فقدت جميع الوسائل والطرق، من أجل البقاء في المنطقة التي خرجت منها مرغمة بعد غزو العراق، ولم يعد أمامها إلا تخريب دروب الانتصار التي يعبدها الجيش العربي السوري لتنظيف البلاد من درن الإرهاب التكفيري الوهابي، وتراها تتنقل في جرائمها بين المدن السورية ولاسيما في الرقة ودير الزور، في الوقت الذي توكل فيه مهام متشابهة لإسرائيل في مواقع أخرى، والهدف دائماً استغلال الوقت الذي أدركها، ولم تعد قادرة على تعديل كفة الميزان التي رجحت لمصلحة سورية وحلفائها، حيث يمتلك اليوم هؤلاء زمام المبادرة، وبات مفتاح الحل السياسي والعسكري بأيديهم، وما على باقي الأطراف التي زجت نفسها في الحرب الإرهابية، إلا الانتظار على الدور من أجل الحصول على دور تستطيع من خلاله الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه. |
|