|
متابعات سياسية وأن العدد تجاوز الآلاف ثم تأتي آلة الدجل إياها لتسوق بأنها ما قصفت إلا تنظيم داعش، إنها حمت المدنيين من بطشه. تخرج التسريبات الإعلامية والاستخبارية من الغرب ومن أميركا تحديداً لتوثق بالصوت والصورة والمعلومة والفيديو عن دعم واشنطن للمتطرفين بالمال والسلاح وعن الاتفاقات بين التحالف الأميركي إياه وقوات ما يسمى قسد التابعة له من جهة وتنظيم داعش المتطرف من جهة أخرى وذلك لنقل إرهابيي التنظيم التكفيري المذكور من مدينة الرقة التي هرب منها تحت غطاء الطائرات الأميركية إلى دير الزور لتنفيذ أجندات أخرى ثم تأتي إدارة ترامب لتروج أنها تحارب تنظيم داعش وتحاول اجتثاثه من المنطقة. يخرج مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون ليشيروا بالمعلومات عن تأسيس أميركا لداعش ونشره في المنطقة لإحداث كل هذه الفوضى الهدامة ثم يأتي مسؤولون آخرون من هذه التركيبة نفسها وبعملية توزيع أدوار مكشوفة ليتهموا هذا الطرف أو ذاك بحبك اللعبة الداعشية وها هي مذكرات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون تفضح كل أقطاب إدارتها عندما اعترفت بأن تنظيم داعش صناعة بلادها واستخباراتها لتقسيم منطقة الشرق الأوسط، وها هي أيضاً سلسلة من الفضائح تتكشف في هذا السياق ولاسيما بعد قيام طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن بإخلاء العشرات من قياديي التنظيم المتطرف عبر عمليات إنزال جوي من شرق سورية لإنقاذهم من الهلاك المحتم بعد أن انتهى الدور المسند إليهم من قبل الولايات المتحدة في مدينة الرقة ومحاولة إسناد دور جديد لهم. وهذه المعلومات ليست جديدة أو استثنائية أو سرية بل يدركها العالم كله لكن اللافت أن أميركا مازالت تدفن رأسها في الرمال وتحاول تضليل المجتمع الدولي بأنها كانت ولا تزال تحارب الإرهاب في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أنها تستخدم الإرهاب سواء تحت مسمى داعش أم غيره، ورقة تتلاعب بها لتحقيق مخططاتها في استهداف سورية والمنطقة وحماية أمن الكيان الإسرائيلي عبر تفتيت دول المنطقة وتهجيرها وإضعاف جيوشها وتدميرها. وخلال الأشهر الماضية التي ادعت فيها أميركا أنها تحارب تنظيم داعش وتحاول تحرير الرقة من جرائمه المروعة ظهر أنها الشريك رقم واحد في تلك الجرائم حين قتلت الآلاف من المدنيين الأبرياء فيها وهجرت كل سكانها وحولتها إلى ركام بعد أن قصفتها على مدى شهور ودمرت مؤسساتها وأبنيتها ولم يسلم من القصف حتى آبار المياه التي كانت الرمق الأخير لمن بقي تحت الحصار من أهلها. وبعد كل هذه الجرائم بحق المدنيين السوريين والمدن السورية المنكوبة بقصفهم الوحشي تخرج الإدارة الأميركية لتتحدث عن الإنسانية والتحرير من الإرهاب والإعداد لمرحلة الإعمار وإعادة المهجرين وعودة الروح للرقة المنكوبة بهمجيتهم دون أن تدرك أن هذا التباكي على الإنسانية وحقوق الإنسان باتت معزوفة كاذبة ومكشوفة أمام العالم كله. لقد دمر طيرانهم المعتدي الرقة وحولها إلى ركام ثم تنادت آلة تضليلهم للحديث عن تخصيص أموال بشكل عاجل للمدينة بقيمة ملايين قليلة من الدولارات بزعم أن هذه الملايين يجب أن تصرف لإعادة الحياة السلمية في المدينة في مسرحية مكشوفة كانوا قد مثلوا الكثير من فصولها حين دمروا عين العرب وقبلها دير الزور وادعوا الادعاءات نفسها وكذبوا الأكاذيب نفسها ولم يشاهد العالم من إعادة الإعمار والحياة ومن محاربة الإرهاب إلا السراب. ومن يرد أن يعرف سبب هذه الحمية الأميركية المفاجئة تجاه الرقة المنكوبة وأهلها فما عليه إلا أن يقرأ تاريخ التصريحات الأميركية الغيورة على حقوق الإنسان في العالم في الوقت الذي تقتل فيه أميركا الإنسان في طول العالم وعرضه وتنتهك حقوقه وتتستر على جرائم إسرائيل بحق العرب. |
|