تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أرزاق وأعناق

نقش سياسي
الخميس 26-10-2017
خالد الأشهب

كان محمد بن سلمان أول أمس هو المريب الذي قال (خذوني) حين أعلن عن «ثورة ثقافية» في مملكة الظلم والظلام..

ليس أسوأ منها إلا «الثورة الثقافية» التي قادها داعش في سورية والعراق قائلاً «نريد ان نعيش حياة طبيعية، حياة تترجم ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا.. وسوف نقضي على التطرف في القريب العاجل» !‏

إذاً، فالأمير الصغير كان يعرف أن الحياة في مملكة أبيه وأعمامه وجده ليست طبيعية ولا تعكس سماحة الإسلام وعاداته وتقاليده.. رغم أن كلّ من سبقه من ملوك وأمراء آل سعود كانوا وما زالوا يصرون على تمثيل الإسلام ورعايته والوصاية عليه، وأنه اليوم يريد «تعديل» هذا الإسلام وتطبيعه !!‏

ولكن كيف؟.. «بالقضاء على التطرف في القريب العاجل» كما يقول.. إذ يعترف ابن سلمان ثانية أن مملكة أبيه وأعمامه وجده هي مصدر التطرف والإرهاب.. وإلا فكيف يعدنا بثقة أنه سيقضي عليه قريباً.. وهل السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة هو نصف الطريق إلى ذلك؟‏

يضيف الأمير الصغير: «نحن فقط نعود الى ما كنا عليه، الاسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الاديان وعلى جميع التقاليد والشعوب».. وللمرة الثالثة يعترف ابن سلمان أن إسلام مملكته منغلق ورافض للأديان والشعوب الأخرى وليس وسطياً ولا معتدلاً.. ويريد أن يعود به إلى الوسطية والاعتدال اللذين ما كانت عليهما مملكته في يوم من الأيام ولا إسلامها الوهابي التكفيري الذي صدرته إلى العالم؟؟‏

إذا صدق ابن سلمان فإن من المؤكد أنه سيغضب أميركا .. لأن قطع الأرزاق أهون من قطع الأعناق !!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية