تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الشَّحاذ

ملحق ثقافي
9/3/2010
شادي صوان :لطفلٍ أتاني/

على غفلةٍ منْ حنينِ الأبوّةِ هذا المساءْ‏

جناحانِ منْ كربةٍ, و ازدراءْ..!‏

يطالبني أن أُعدَّ لهُ الشرشفَ السندسيَّ ..‏

ربيعَ صَلاتي..‏

و بعضاً منْ النورِ منْ ذكرياتي..‏

و شيئاً ضئيلاً منْ الأمنياتِ..‏

لينمو قليلاً..قليلاً لينمو..‏

و يُطلقَ في لجّةِ البحرِ..‏

وا فرحتاهْ..‏

• • •‏

لطفلٍ أتاني/‏

و صارَ يعرِّشُ مثلَ الكرومِ..‏

على صفحةٍ منْ كتابي‏

بياضُ الثلوجِ التي أرهقني..!‏

و ذابتْ على شمعةٍ منْ رغابي‏

يسائلني عنْ ضميرٍ قديمٍ..‏

و عن حبِّ مسكونةٍ في الترابْ‏

غزاها الخرابْ..!!‏

• • •‏

أيا نجمَ هذا المساءِ أتاني..‏

/سلامٌ/‏

/يتيماً حزيناً..!/‏

تداعبُ أعضاءهُ العارياتِ..جموعُ الذبابْ!‏

و كانَ الذبابُ رضيعاً..‏

بهِ الجوعُ قلبٌ..‏

براه ُ التسوّلُ في شارعٍ للجرادْ‏

• • •‏

أيا طفلَ هذا المساءِ مشيتُ‏

و رغمَ احتضارِ اللسانِ..!‏

و في جعبتي قبلتانِ..‏

لعشٍّ عتيقٍ, دقيقِ الهواءْ‏

حملتُ معي سلَّةً منْ دمائي..‏

و بعضَ الفواكهِ.. منْ وجهِ أمي‏

و فرعاً رطيباً..‏

لزيتونةٍ غرستها يديَّ‏

و حينَ وصلتُ..‏

تغضَّنَ وجهُ السَّماءْ..!!‏

فبيتكَ.. بيتُ الحقيقةِ..‏

صارَ سراباً..سرابْ..!!‏

• • •‏

أيا طفلَ هذا المساءِ..‏

الحجارةُ صارتْ تغني!‏

و زندُ القصائدِ صارَ يغني!‏

و فاضتْ شرانقنا بالعواءْ!‏

فهذي خرافُ الزمانِ الأمرّ..‏

ذئاباً تصيرْ..‏

ونقشاً منْ النارِ فوقَ الهجيرْ‏

فما عادَ ينفعُ صوتُ الثغاءْ‏

وماءْ..و باءْ‏

• • •‏

أيا طفلَ هذا المساءِ..‏

لماذا أتيتَ..!؟‏

فنفسي/‏

يطاردها العتمُ في أعينِ الأبرياءْ‏

و شيطانُ هذا اليراعِ الصغيرِ..‏

تهدِّدهُ امرأةٌ بالعراءْ‏

لماذا أتيتْ؟‏

فليسَ لقلبي حنانٌ لضمِّكَ..‏

ليسَ لنبضي طعامٌ, وبيتْ‏

سأعطيكَ بعضَ الحجارةِ..‏

خذها..‏

وبعضَ الرصاصِ الذي أشتهيهِ‏

وحملاً ثقيلاً..‏

منَ الحقدِ,في غرفتي أحتسيهِ‏

لتنمو كثيراً..كثيراً لتنمو‏

وتطلقَ في لجَّةِ البحرِ..‏

وا فرحتاهْ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية