تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الامدي

ملحق ثقافي
9/3/2010
عقبة زيدان: يعود نسبه إلى آمد في ديار بكر، التي ولد فيها سنة 551 للهجرة، وفيها تلقى تعليمه الابتدائي. ثم غادر إلى بغداد، وهو في العشرين من عمره، وبقي فيها عشرين عاماً، اشتهر خلالها كمتكلم كبير وفيلسوف متمكن.

لقي أبو الحسن علي بن أبي علي التغلبي الآمدي الكثير من المضايقات في بغداد، بسبب استغراقه في العلوم العقلية والتحريض ضده بتهمة الخروج عن العقيدة، فرحل إلى مصر، وهناك تفرغ للتأليف والتدريس. كتب خلال إقامته لمدة ثلاثة وعشرين عاماً في مصر، كتباً في المنطق والأصول والفقه والفلسفة وعلم الكلام. وربما بسبب استغراقه من جديد في دراسة الفلسفة وتدريسها والخوض في العلوم العقلية، هوجم من قبل الفقهاء، واتهم بمحاولة إفساد العقيدة، ما دفعه إلى لرحيل سراً إلى الشام، إلى مدينة حماه، وبقي فيها لمدة عامين، برعاية الملك المنصور، المشهور بحبه للعلم والعلماء.‏

بعد وفاة المنصور بقليل، غادر إلى دمشق، بدعوة من الملك المعظم، حيث تولى التدريس في المدرسة العزيزية لمدة تقارب ست سنوات، إلى أن تسلم الحكم في دمشق الملك الأشرف، الذي عزله من المدرسة، بعد أن علم أن الآمدي راسل حاكم آمد لتسلم منصب القضاء فيها.‏

وما هي إلا شهور قليلة، حتى غادر الآمدي الحياة، سنة 631، مجرداً من أي منصب تعليمي أو فقهي، مغضوباً عليه وحزيناً.‏

تدل مؤلفاته الفلسفية والمنطقية، إلى أنه كان أحد أكبر أتباع المدرسة السينوية، وأحد كبار المناطقة العرب في عصره. إضافة إلى أنه كتب في ما بعد الطبيعة وعلم الكلام والفقه. وعلى الرغم من قلة مؤلفاته، نسبة إلى آخرين، والتي تبلغ عشرين كتاباً، إلا أنه تفوق في تطرفه إلى العقل وفي دقة منهجيته. ومع كل ذلك، لم يعرف إلا متكلماً وفقيهاً أصولياً تقليدياً، وذلك بسبب عدم انتشار كتبه على نطاق واسع، وبقاء بعضها مخطوطاً إلى اليوم.‏

ذكر المؤرخون الآمدي في مؤلفات كثيرة، منها: وفيات الأعيان لابن خلكان، تاريخ الحكماء للقفطي، سير أعلام النبلاء للذهبي، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي: ميزان الاعتدال للذهبي، لسان الميزان لابن حجر، وغيرها.‏

ومن كتبه التي ذكرت في طيات الكتب: غاية المرام في علم الكلام، الجدل، دقائق الحقائق، كشف التمويهات، المأخذ على الرازي.‏

">okbazeidan@yahoo-com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية