تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأدب ومناخات الزهو

ملحق ثقافي
9/3/2010
غازي حسين العلي

شهد الأدب السوري على مدى الأشهر الماضية تقدماً ملحوظاً في نيل الجوائز العربية، وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدلُ على التقدم المضطرد للإبداع في سورية ووصوله إلى مراحل متقدمة جعلته يتبوأ هذه المنابر وبجدارة أكدتها لجان التحكيم في تقاريرها.

كانت البداية مع فارس القصة العربية الأديب الكبير زكريا تامر الذي نال وبتوافق أعضاء لجنة التحكيم جميعها وبشكل غير مسبوق جائزة القصة العربية، ثم تلاه المبدع الشاب سامر أنور الشمالي بنيله جائزة يوسف إدريس للقصة القصيرة، وكذلك الأمر مع الزميل الروائي خليل صويلح الذي فاز بجائزة نجيب محفوظ للأدب العربي التي تمنحها الجامعة الأميركية في القاهرة عن روايته «ورّاق الحب» ثم الجائزة التي حصلت عليها الناقدة والروائية الدكتورة شهلا العجيلي وهي جائزة الدولة الأردنية في الآداب عن روايتها «عين الهر»، وأخيراً الجائزتان اللتان نالهما الكاتبان طلال نصر الدين وأحمد اسماعيل اسماعيل من الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح في الشارقة عن نصين مسرحيين.. وبذلك تكون هذه الجوائز في شكلها ومضمونها متوزعة على فنون الكتابة كافة، من قصة ورواية ومسرح، الأمر الذي يشير إلى تقدم هذه الفنون الإبداعية، على أيدي مبدعيها السوريين، ما مكنها من هذا الحضور الطاغي في المحافل الثقافية العربية.‏‏

إن هذه الجوائز وما يتبعها من تداعيات إيجابية «ويجب أن تكون كذلك» تخلق مناخات من الزهو يجعل من الإبداع السوري علامة فارقة يمكن المراهنة عليه في قادم الأيام على اعتباره خطوة متقدمة وجريئة لمزيد من النصوص والجوائز، ومن المؤسف حقاً «ومهما يكن الأمر» أن نجعل من هذه الجائزة أو تلك هدفاً بعينه نسعى إلى قذفه بأحجار شبهة من هنا أو هناك، عن نية طيبة أو سوء نية، في حين يكون الأدب السوري هو الضحية، ولاشيء سواه، على أمل ألا يتحول الحديث عن إنجاز هذه الجوائز إلى حكيٍ عنها.‏‏

ghazialali@yahoo-com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية