|
ملحق ثقافي ومن القصص الطريفة في هذا المجال قصة كاتبة رواية ذهب مع الريح -مارجريت ميتشل- التي كانت فتاة في ريعان شبابها عندما تعرضت لحادث سير أقعدها عدة سنوات انصرفت خلالها لقراءة عشرات الكتب من مختلف صنوف الأدب لان حادث السير كان قد أقعدها عن الحركة ولكي تخفف من معاناتها ومعاناة زوجها انصرفت للكتابة فكان عملها الإبداعي الأول عن الحرب الأهلية الأمريكية وهي الرواية الشهيرة ذهب مع الريح وعندما اطلع عليها احد أهم الناشرين في امريكا عرض عليها إن يقوم بطباعتها فوافقت على ذلك وكانت المفاجأة أنها لقيت إعجابا منقطع النظير فبيع منها ملايين النسخ ثم تحولت إلى فيلم سينمائي مشهور عرض في الآلاف من دور السينما في العالم ولعدة سنوات إلا أن الأقدار كانت لميتشل بالمرصاد فعندما ذهبت لمشاهدة فيلم روايتها المشهورة في إحدى دور السينما صادف أن مرت سيارة أجرة وهي تقطع الشارع فصدمتها مرة أخرى ولكن هذه المرة عاجلها الأجل فلم تمض سوى خمسة أيام حتى فارقت الحياة وترحل مارغريت ميتشل وتظل روايتها ذهب مع الريح خالدة في تاريخ الأدب العالمي . أما ارنست همنغواي القامة الروائية العملاقة فكان يتحول إلى شخص آخر عند الكتابة فعندما كان يهم بالكتابة يطلب من الجميع عدم زيارته وينصرف عن الحديث عمن يسكن معه وكان يضع لافتة على باب منزله كتب عليها :يمنع الدخول ؛أما أجاثا كريستي التي اشتهرت بكتابة الروايات البوليسية وعالم الجرائم فكانت تستوحي أفكارها البوليسية وهي في الحمام وكانت تقول إنني في الأيام العشرة التي تسبق كتابتي لأي عمل روائي أظل وحدي دون ضيوف ودون رسائل أو اتصالات هاتفية ومن يتابع كتاباتها الشهيرة يلحظ أنها كانت تلك التي كتبتها وهي تعيش في الخيام متنقلة مع زوجها الذي كان منقباً للآثار. ومن هنا نجد أن للكتابة والكتاب معاناة وطقساً وفضاء خاصاً لا يلجه إلا الكاتب المبدع فالكتابة ليست عملية ميكانيكية يدرب عليها الإنسان كما بقية الكائنات الأخرى فإذا اختفت المعاناة اختفى الابداع وعندما يفتقد الكاتب المعاناة تصبح الكتابة رصفاً للكلمات واجتراراً للمعاني دونما معنى فالكتابة بوح وغوص في اشد كهوف الوعي عتمة إنها تأمل صادق وعميق . |
|