|
ترجمة تحدثوا عن تصميمهم على كسر الحصار الإسرائيلي غير الإنساني على غزة الذي يتواصل منذ العام الماضي. حينذاك ظننت أنهم مجرد أناس سذج وأن رحلتهم لن تتم وكنت مشككاً بنجاح محاولتهم هذه لإيصال مساعدات إنسانية وكسر الحصار. وحتى النشطاء اليهود أنفسهم قالوا إن السلطات الإسرائيلية لن تسمح لهذه الرحلة بالوصول إلى غزة. ورغم ذلك, أصر هؤلاء على القيام برحلتهم وبدؤوا التحضير لها منذ شهر أيار الماضي إلى أن نجحوا بالوصول إلى غزة قادمين من قبرص متجاوزين العقبات التي حاولت السلطات الاسرائيلية وضعها في طريقهم. وقد تلقت الرحلة دعماً من مركز كارتر ورئيس الاساقفة دسموند توتو. وحتى لو لم تتكلل أهداف هذه الرحلة بالنجاح لجهة إنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة, إلا أن ما قاموا به هي محاولة تستحق التقدير لرفع المعاناة والعذاب عن أناس يعانون الجوع ويعيشون دون طاقة وكهرباء أو حتى دواء. لقد وصلت المجموعة الصغيرة والشجاعة من الناشطين الدوليين في مجال حقوق الإنسان في قاربين مستأجرين تحت شعار تأمين مستلزمات العيش الإنسانية لأهالي غزة وهي خطوة لم يقدم عليها قادة الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي الذين لا يكلون من الحديث عن العدالة وحقوق الإنسان. إن وصول القاربين إلى سواحل غزة يشعرني بالفرح والخجل في آن معاً لأن المافيا الغربية والمتطرفين في الشرق الأوسط أغلقوا القطاع على الأبرياء الذين يقارب عددهم مليوناً ونصف مليون شخص. والرحلة الجريئة لهذه المجموعة الصغيرة التي تضم ناشطين من 14 دولة من بينهم آنا مونتغمري وهي راهبة تبلغ من العمر 81 عاماً والصحفي رولان بوث والدكتور ايدث لوتس وشقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق التي جاءت بعد أخذ ورد مع السلطات الإسرائيلية من أجل كسر الحصار المفروض على أناس أبرياء . كما كان على متن إحدى السفينتين بروف جيف هالبر وهو إسرائيلي كان مرشحاً لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2006 والذي أكد أن الوضع في قطاع غزة مأساوي للغاية حيث الحرمان والجوع وآثار الهجمات الإسرائيلية في كل مكان ولكن أيضاً علامات التحدي والتصميم على مواجهة الاحتلال بادية على وجه كل فرد في القطاع. لقد فرضت اسرائيل قانونها الملاحي الذي لا يوجد له أساس في القانون الدولي, وكانت ستلحق كارثة باسرائيل لو أن سفنها الحربية أقدمت على إيقاف السفينتين. وبعد السماح لهم بالدخول إلى قطاع غزة, تشن آلة الدعاية الاسرائيلية حملاتها ضد هؤلاء النشطاء وتصورهم على أنهم مثيرو مشكلات يعملون لمصلحة حركة حماس , أو أنهم يقومون بعمل دعائي لحماس. المتحدث بلسان الخارجية الاسرائيلية آري ميكل قال : إن حماس عملت منذ أسابيع للوصول إلى هذا الحدث. ولكننا تحرينا بشأن هوية القادمين على متن هاتين السفينتين ومحتوياتهما والأشياء التي تحملانها. وتأكدنا أنهما لا تحملان أسلحة لحماس وإنما سماعات طبية للأطفال الفلسطينيين الصم وبالونات لذا سمحنا للسفينتين بالمرور, وأردنا بسماحنا تجنب الإثارة الإعلامية التي ستحدث فيما لو منعنا السفينتين من الوصول إلى شواطىء غزة. وبطبيعة الحال لا تستطيع اسرائيل توجيه اللوم فيما جرى إلى السلطة الفلسطينية التي لا وجود لها في قطاع غزة, خاصة أن أهالي غزة كانوا سيشعرون بإحباط أكبر فيما لو تم منع السفينتين اللتين تحملان بعض المواد الغذائية والناشطين الدوليين المساندين للعمليات الاستشهادية والذين لا يتعاطفون مع الاسرائيليين من الوصول إليهم, وتدعي اسرائيل أن السفينتين )الحرية لغزة( و )الحرية( أبحرتا من قبرص لمدة يومين من أجل خدمة حماس فقط. ويقول المسؤولون الاسرائيليون : إن جماعات حقوق الإنسان المخلصة لا تزال تقدم الدعم الغذائي في غزة ولكن هذا الكلام محض افتراء, ذلك أن سيارة كبيرة محملة بطن ونصف الطن من الأدوية جمع ثمنها من تبرعات في اسكوتلندا منعت من دخول القطاع لمدة أربعة أسابيع ثم أجبرت على العودة من حيث جاءت. وهذا أمر مضحك ومحزن في الوقت عينه. لا شك أن لهذه الرحلة هدفاً رمزياً يتجلى في جذب الانتباه إلى حقوق الناس المهدورة في قطاع غزة ومجمل المناطق الفلسطينية. صحيفة بلستينين كرونيكل |
|