|
مجتمع وما شدني حقيقة إلى متابعة حلقات هذا المسلسل هو البحث عن النهاية السعيدة التي يشف عنها عنوانه لتصدمني حلقة الختام بنهاية كارثية لجميع أبطال المسلسل الذين تعايشنا وتعاطفنا مع فقرهم على مدى 24 حلقة متتالية,فمحي الدين (وائل رمضان) انتهى به المطاف بعد التعاطي إلى السجن وشقيقته صبحية (يارا صبري) طواها الموت إثر ولادة عاثرة بمثل ما طوى من قبلها صديقتها المقربة إليها -دلال- (نسرين الحكيم)التي بقيت جثة هامدة في البيت ثلاثة أيام بلياليها دون أن يكتشف أمر موتها أحد...حتى في موتهم كانوا فقراء,وأما )خجو( سلاف فواخرجي فقد سافرت برفقة رجل مزواج بعمر والدها إلى مصير مجهول. ورغم نجاح المخرج شيخ نجيب في التغلغل عميقاً ببيئة الفقراء التي جسدها في ذلك الحي المتعاضد على بساطته وانتقاء الشخصيات الملائمة لنقل ايديولوجية الفقر إلى جمهور أحبها وتعلق بها كثيراً, إلا أن شخصي ( الحميماتي) التي جسدها بمهارة الفنان عبد المنعم عمايري اختزلت سيناريو المسلسل بمقولة وصلت بكل بساطة إلى كل الناس بأن هدف هؤلاء البسطاء هو -الحرية- ولا شيء غير الانعتاق والحرية. بمثل ما جسد المشهد الذي كان بمثابة-الصفعة-التي ردت الوعي لأيمن رضا الذي كاد ينجرف وراء تيار اليأس والعدم التحدي الحقيقي الذي وضعته الفنانة القديرة منى واصف أمامه بعبارة (أنت رجّال ولا مو رجال ) فالرجولة بمفهوم هذه الطبقة لا ترتبط فقط بمفاهيم الفحولة وإنما بالقدرة على النهوض مجدداً والاستمرار في السعي نحو غاية وهدف جديد هو (اخراج محي الدين من السجن) رغم أن محي الدين كان في الأصل قد انسلخ عن طبقته وفسخ خطوبته بابنة خالته (خجو) ليقترن بليلاس ابنة رجل الأعمال الكبير سليم كلاس اللذين استغلاه أبشع استغلال بعقد زواج صوري يعيد الاعتبار (للمطلقة اللعوب) وهنا تبدو المفارقة واضحة,فطبقة الفقراء لا يمكن أن تمتزج بطبقة الأغنياء أو تنصهر فيها,فلكل مفاهيمه ومنظومته القيمية التي لم تتبلور بغير الاحتكاك. فالأولى كما جسدتها حارة الفقراء إن صحت التسمية قائمة على الحب والتسامح والإيمان بمستقبل وغد أفضل, والثانية التي جسدها والد ليلاس وصهرها ومنافسوهما من التجار قائمة على الجشع والاستغلال والانتقام مع التأكيد على (استثناء) هو (كسمو) الذي لم يستطع الخروج من الحارة رغم توفر المال الذي قدمه له والده الغني بعدما تعرف عليه إثر رحلة طويلة من الضياع. |
|