|
مجتمع حالات تمرد كثيرة لأبناء..ومحاولات انتحار لطلاب بعد صدور نتائجهم الدراسية..والسبب جهل الأهل بأساليب التربية الحديثة (كيف يربون أولادهم في المنزل والمدرسة, وماالدوافع والوسائل التي يستخدمونها للإثارة أو التحفيز? وما أنواع الثواب والعقاب وتوقيتهما?وكيف يتوزع بناء القوة بين الأب والأم وفي أي المواقف يظهر تأثير الأب أكثر و..) فإذا كانت النتائج المدرسية للابن غير ماكان يتوقعه الابوان فإن اللوم غالباً مايصب على الابن وتحل عبارات التجريح والاستهزاء والتوبيخ بدل التهنئة والمباركة والثناء هذا ماحصل مع الطالبة (نهى -س) رغم حصولها على (270) علامة في الشهادة الاعدادية, أصابتها موجة هيستريا وحاولت الانتحار لكنها فشلت وبعد أيام كانت منهكة جسدياً ونفسياً قالت لي: شعرت إنني تافهة ولاقيمة لي حيث تعمد أبي تجريحي أمام الآخرين والمبالغة في لومي واتخاذ موقف اللامبالاة مني كأن يتفادون الحديث معي (أبي وأمي) والاهتمام بي وكل ذلك لأنهم خسروا الرهان ولم أحقق ماكانوا ينتظرونه مني (العلامة التامة), ينظرون إلي بمنظار الربح والخسارة ونسوا أنني كائن بشري له أحاسيس ومشاعر, شكت لي صديقة سوء معاملة زوجها لأولادها, حيث يغلب على الخطاب الأبوي طابع الزجر والتهديد ويتصاعد إلى العنف الجسدي وإلحاق الأذى والألم بالأولاد. تقول:عاقب ابنتنا التي لم تبلغ السادسة من العمر بالوقوف إلى جانب الحائط ثلاث ساعات مرفوعة اليدين, وصفع ابنه الشاب وركله مرات عديدة لأسباب تافهة وتخشى تلك الأم المسكينة على أبنائها من الانحراف والتمرد في ظل هذه السلطة القهرية. الوقاية من العنف زئبقية مع بداية عام 2006 كانت الخطة الوطنية لحماية الشباب من العنف وتقديم الدعم وتأمين العلاج وإعادة التأهيل حيث 53 % من السكان في سورية دون سن 19 و10% تقريباً يقع بين سن 20-24 سنة وبالرغم من كثرة الخطط والاستراتيجيات التي تهدف إلى حماية أفراد المجتمع كافة من العنف (الطفل , المرأة, الشاب) لاتزال الوقاية منه في الميدان الإنساني زئبقية تهرب من الأيدي غالباً ولايمكن التقاطها. تقول الاختصاصية الاجتماعية سميرة البابا: نتعلم كيف نعالج ولانتعلم كيف نقي أو نضع برامج وقاية أصلاً مع العلم أن درهم وقاية خير من قنطار علاج, ومن أهم العوامل التي تزيد احتمال حدوث العنف هو التفكك الأسري والفشل الدراسي وفقدان الدعم الاجتماعي إضافة إلى الفقر وجهل الوالدين وتغيير البيئة. ومن عوامل الوقاية, الدعم الأسري والاجتماعي والتفريغ الانفعالي والتدريب واكساب مهارات المواجهة والدفاع عن النفس وذلك بإعطاء الأطفال والشباب المعلومات اللازمة في مجال حماية الجسد وتدريبهم على قول كلمة (لا) ويجب التركيز على قنوات حملات الوقاية (تلفزيون-انترنت-منابر المساجد والكنائس -الراديو-الإعلانات الجدارية, المنشورات والبروشورات) إضافة إلى ضرورة تواجد مراكز رعاية اجتماعية في كل منطقة أو حي وضرورة إدخال التربية الجنسية في مناهجنا كنوع من الوقاية من الأزمات وتواجد مراكز رعاية لاحقة أو إيواء للشباب الذين لامأوى لهم وتفعيل إيجاد مايسمى الخط الساخن للتبليغ عند تعرض أي طفل لايذاء ما. وفي محاضرة ل د.بلال عرابي استاذ علم الاجتماع بجامعة دمشق, بعنوان (الشباب والعنف الأسري) يقول: العنف هو شكل من أشكال العدوان ضد الآخرين وهناك نظريات للعنف في الأسرة. 1-نظريات ترى بأن العنف ينبع من وسط الإنسان البيئي مثل السكن العشوائي وحالة المسكن ونقص الخدمات . 2-نظريات تؤكد أثر زيادة السكان وقلة الموارد وتؤدي إلى صراع البشر والتنافس للوصول إلى الموارد (الإحباط في حياة الإنسان يدفع نحو العنف مثل العاطل عن العمل يتوجه بالضغط والعنف نحو الأسرة والأولاد). 3-نظرية المهمشين:هناك أحياء هامشية على أطراف المدن, تعاني من خدمات سيئة وإهمال, وتولد لديهم الشعور بالتجاهل والرغبة بالانتقام. أخيراً نظرية التعلم حيث يتعلم الإنسان العنف من الحياة ومن الشاشة (أفلام العنف). وفي دراسة بجامعة دمشق عن العنف ضد الأطفال تبين أكثر أشكال العنف ضد الأطفال هو العنف اللفظي بنسبة 53% ثم الضرب 42% والتهديد 27% والحرمان 31% والمقاطعة 35% وعادة العنف اللفظي من الأم والضرب من الأب والسخرية من الأخ الأكبر, وكلما ارتفع مستوى تعليم الأبوين انخفض استعمال العنف و95 % من العنف المنزلي يمارسه الرجال على النساء. ويؤكد د.بلال أن التعلم والعمل هما الوسيلتان الأكثر نجاعة وفائدة في قدرة المرأة على اتخاذ قرارها بنفسها وحماية أولادها, وماتمرد الأبناء وحالات الانتحار إلا نتيجة لسوء معاملة الأهل وشعور الابن بالفشل والاحباط وكره والديه وبذلك تضطرب صورته عن ذاته ويميل إلى تعذيب نفسه بأشكال مختلفة. |
|