|
|
ثقافة التي نفذت في مكتبة الأطفال بالمركز تحت إشراف التشكيليتين رباب أحمد وسناء فريد, وجسدت مواضيع مستمدة من مشاهدات الفراشات الملونة وتخيلات الأقنعة والدمى والمشاهد المتنوعة. إضافة لبروز تقنية الرسم على قطع فخارية فراغية اعتمدت على أكثر من حساسية خطية ولونية. يعتمد الأطفال العارضون على اتجاهين بارزين بصري وذاتي, فالاتجاه الأول يرتكز على بعض الحقائق البصرية القادمة من طريقة تناول الأطفال لمشاهد من الحياة اليومية. أما الاتجاه الذاتي فيظهر من خلال انفعالات اللون والعفوية المطلقة التي تميز بعض الرسومات المشحونة بالرموز الخيالية القريبة من عوالم الأطفال وأحاسيسهم البريئة. ويمكن القول إن المعرض يكشف بالدرجة الأولى عن الأشياء التي تثير دهشة وإعجاب الصغار, ويدخلنا مباشرة الى عوالم طفولية سحرية مليئة بالفراشات والدمى والألوان التي تزخر بها تعابير فنون الأطفال. والمعرض يعرفنا على المراحل التعبيرية التي يمر بها الطفل, منذ المحاولات الأولى, ولغاية الوصول الى المرحلة الأكثر عقلانية, وبالتالي فهو يعطي المشاهد لمحة عن خطوات تدرج الوعي الفني, ويبين كيف يتخيل الطفل العوالم المحببة إليه وكيف يتجاوب الطفل الأكثر موهبة بعفوية ورهافة مع معطيات اللون وحركات الخطوط وما يربطها من إيقاعات انفعالية وعلاقات تشكيلية حديثة غير مقصودة, فبعض الأطفال يبرزون تناغم السطوح اللونية وشاعريتها وشفافيتها وتجريديتها أحياناً, وهذا يعني أن المعرض ينمي الحساسية البصرية والخبرة التقنية عند الصغار, ويفتح المجال للتحاور معهم حول مرحلة تعبيرية لها مقوماتها وخصوصياتها, ومن الضروري تفهم عوالمها لكي ينتج الطفل فنه غير مقيد بالظروف أو الضغوط الخارجية التي تحد من حريته وعفويته وتلقائيته الصادقة. فدورات رسوم الأطفال التي تقام هنا تزود الصغار بثقافة فنية تبرز شخصيتهم وتبلور موهبتهم واستمتاعهم الجمالي وتذوقهم للفنون الحديثة وارتباطهم بالمشاهد المستمدة من أجواء وعوالم حياتهم اليومية, حتى يبلغوا الغاية التربوية التي تزيد من ارتباطهم بالواقع وبمعطيات البيئة العربية. |
|
