|
الكنز ماكان يجري سابقا بعيد عن المنطق كليا ,فالصناعي السوري كان يشتري الغزول من المؤسسة العامة النسيجية بسعر أعلى من الذي تبيعه / تصديريا / أي للصناعي المصري أو التركي مثلا الامر الذي يساهم في اضعاف القدرة التنافسية لمصنعينا وتعزيزها لمن يتم التصدير لهم ..فتصوروا العدالة في الموضوع. اذا .. قرار بيع الغزول للصناعي والحرفي السوري بالسعر العالمي لا يمكن ان نعتبره فتحا ,فهو يندرج في الاطار الطبيعي للاشياء رغم ان منعكساته كبيرة على الاقتصاد أولا من خلال تحقيق قيمة مضافة كبيرة وعلى الصناعي ثانيا من خلال تعزيز قدرته التنافسية وعلى المواطن ثالثامن خلال تخفيض تكاليف الانتاج وبالتالي تخفيض سعر السلعة . هذه كلها منعكسات ايجابية , أما المنعكس السلبي للقرار فهو المساهمة في زيادة خسارات المؤسسة العامة للصناعات النسيجية ويمكن أن تصل الى ملياري ليرة في السنة حسب تقديرات وزير الصناعة ,وهذا السبب كما يبدو كان يقف عائقا امام مطالب الصناعيين , فهممنا لمعالجة الخطأ بخطأ أكبر منه . فماذا كانت تفعل النسيجية كل هذه المدة ? لماذا لم تبحث عن بدائل لهذه الاسعار المشوهة ? بكل الاحوال المؤسسة النسيجية تعاني من مشكلات كبيرة لا تنفصل عن مشكلات القطاع الصناعي العام , والكثير من هذه المشكلات لا يمكن ان نحملها فقط للقائمين عليها فهناك أنظمة تحتاج الى اعادة النظر فيها كليا وهناك حالات مرضية تحتاج الى المعالجة من جذورها . |
|