تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


منشآت (كرنك) اللاذقية ومستقبل السياحة الشعبية?

تحقيقات ومراسلون
الأربعاء 30/3/2005م
هيثم قصيبة

اتجهت وزارة السياحة إلى تفعيل الأداء وتشجيع الاستثمارات السياحية بعد تجاهل دام سنوات طويلة حيث عزمت على استثمار وتلزيم مناطق ومواقع سياحية في محافظة اللاذقية واقعة ضمن الشريط الساحلي المستملك وموضوع عليها إشارات استملاك منذ عام 1973- 1975 وتم تقسيم هذه المواقع إلى خمس مناطق سياحية معروضة للاستثمارات الخاصة مع العلم أن منطقة الاستثمار الثانية تقع ضمنها منشآت ومخيمات فرع الكرنك السياحي باللاذقية, وفي حال تم بيع هذه المخيمات وتخصيصها واستثمارها من قبل القطاع الخاص فسيؤدي ذلك إلى ضرب السياحة الشعبية والقضاء على فرع الكرنك السياحي الذي هو العمود الفقري والشريان الحيوي الداعم حاليا وبصورة أساسية لشركة الكرنك, والتي تحقق عائدات استثمارية رابحة تعود بالنفع العام على الخزينة وعلى العاملين في هذه الشركة.

وأكد الأستاذ سمير أحمد مدير فرع الكرنك السياحي: أن هذه الخطوة غير المدروسة ستؤدي إلى انحسار وتراجع السياحة الشعبية الرخيصة الثمن والمتناسبة مع مداخيل الشرائح ذات الدخل المحدود وإذا أجرينا مقارنة ما بين نزلاء المخيمات السياحية ونزلاء فندق الميريديان والمنتجع السياحي سنلمس الفرق الواضح من حيث عدد النزلاء والعائدية الاستثمارية المحققة ولا سيما خلال ذروة الموسم السياحي مع التأكيد على أن تسعيرة بطاقة السباحة في مخيمات الكرنك لا تتجاوز 30 ليرة بينما في المنتجع تصل إلى 300 ليرة.‏

من هنا نشير إلى أن استملاك هذه المخيمات المخصصة للسياحة الشعبية من قبل وزارة السياحة وعرضها على الاستثمار الخاص سينتج مضاعفات سلبية لا يحمد عقباها على الطبقات والشرائح الشعبية التي ستحرم من التمتع بالاستجمام والسباحة.‏

ونحيطكم علما أنه توجد مناطق صالحة للتوظيف والاستثمار السياحي مجاورة لفرع الكرنك السياحي والميريديان وتصل إلى مئات الدونمات وغير مستثمرة, فكيف يتم تجاهلها من جانب وزارة السياحة والسعي إلى بيع موجودات ومكونات فرع الكرنك السياحي بالرغم من تكلفتها الباهظة والجاهزة للاستثمار الشعبي لمدة عشر سنوات قادمة.‏

والملفت هو أنه توجد وحدات مسبقة الصنع من الصاج والبيتون تابعة لوزارة السياحة مركونة ومهملة بجوار مخيمات الكرنك / ابن هاني/ والتي كلفت مئات الآلاف من الليرات ولو كانت وزارة السياحة جادة في عملية تفعيل النشاط السياحي وبتشجيع الاستثمار الحقيقي لقامت باستثمار ما تمتلكه من منشآت لكن وزارة السياحة لم تقم بدورها على مدار عقود وعندما تحركت للقيام بهذا الدور فقد جاء على حساب الوطن والمواطن ذوي الدخل للمحرر وهنا نتساءل -والسؤال للمحرر -هل من المعقول أن يتم الاستيلاء على المخيمات الشعبية بحجة جذب الاستثمارات السياحية الخاصة?‏

وهل ضاقت المواقع السياحية الصالحة للتوظيف السياحي وهي منتشرة بكثافة مدهشة وفارغة على طول الشريط الساحلي ,ولكن عين وزارة السياحة لاترى إلا القطاع العام المتمثل بشركة الكرنك وفرعها السياحي?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية