تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في حوار مع اختصاصي..الاستخدام الخاطىء للأدوية البيطرية .. خطر على الإنسان والطبيعة

بيئة
الأربعاء 30/3/2005م
رهادة عبدوش

في دراسة ميدانية لمجموعة من الدول المتقدمة, حول المظاهر الناجمة عن استخدام المضادات الحيوية كمحفزات نمو تبين أن:

(17%) من اللحوم المعدة للاستهلاك البشري فيها بقايا مضادات حيوية, و(70%) من لحوم الدواجن ملوثة بأنواع من الجراثيم تتواجد في أحشاء هذه الدواجن, و(20%) من اللحوم تحمل سلالات جرثومية مقاومة للمضادات الحيوية المستخدمة في علاجها, و(80%) من السالمونيلا مقاومة للمضادات المستخدمة في معالجتها.‏

ومن المعروف أن الأدوية البيطرية تستخدم لعلاج ووقاية الحيوان من الإصابة بالأمراض وزيادة انتاجه دون الإضرار به, لكنها سلاح ذو حدين ,فكما أنها تعالج الحيوان كذلك تؤدي في حال استخدامها الخاطىء إلى تدهور صحة الحيوان وبالتالي الإنسان والبيئة ككل.‏

حول هذا الموضوع كان لنا اللقاء التالي مع الدكتور:( محمد عامر المارديني) عميد كلية الصيدلة في جامعة دمشق .‏

بداية ماأهمية الأدوية البيطرية وما الأسباب التي تستدعي استخدامها?‏

إن السكان في العالم بتزايد مستمر حيث يتوقع وصول عددهم إلى (8) مليارات نسمة في عام (2030)م. لذلك فالإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني لا يكفي احتياج العالم ,ما يتطلب تكثيفه ومن هنا يمكن فهم استخدام الأدوية البيطرية كعلاج للأمراض وهي سلاح ذو حدين ,فحوالي (80%) من الحيوانات المنتجة للأغذية تعطى أدوية جزئياً أو طوال حياتها, لكن هذا العلاج يحتاج لمراقبة ,ففي حالة زيادة نسبته أو سوء استخدامه ينتج تدهور في صحة المستهلك ,والسبب الثاني: وقائي و(100%) من الحيوانات تعطى أدوية وقائية. ثالثاً: لزيادة الانتاج أو ما يسمى محفزات نمو كالمزيد العلفي وهي مادة كيميائية أو بيولوجية تضاف للعلف مباشرة لتعديل بعض مظاهر الفعالية أو الإنتاجية في الحيوان المنتج للطعام.‏

كيف يؤدي استخدام الأدوية البيطرية إلى التلوث البيئي وما نوع هذا التلوث?‏

إنه يسبب تلوث بيئة بيولوجياً كالتلوث بالأحياء الدقيقة المختلفة التي تسبب الأمراض ,وتلوث البيئة بسبب نمو سلالات مقاومة ,والأثر الناتج عن بقايا الحيوانات وعدم تصريف المنتجات الحيوانية بطريقة صحيحة. ويسبب أيضاً تلوث البيئة الكيميائي ,ومصادره متعددة وكثيرة كالمبيدات الحشرية والعشبية والأسمدة الكيميائية.‏

ما تأثيرات الأدوية على صحة المستهلك?‏

طبعاً تؤثر سلباً وتأثيراتها طويلة الأمد في الغذاء والخوف من جنون البقر أو السارس أو انفلونزا الطيور والتي تنتج بسبب إعطاء اعلاف من منشأ حيواني بغاية زيادة الإنتاج, ويوجد تأثيرات مباشرة كالتحسس ,بالإضافة إلى التأثيرات المسرطنة أو المطفرة الماسخة والتأثير على وظائف الرئة والقلب وغيرها.‏

ما المقدار المقبول لأثر المادة الكيميائية في جسم الحيوان?‏

هو المقدار اليومي الذي يظهر في اللحم أو المنتجات الحيوانية دون مخاطرة على صحة المستهلك, ويعطى بالميلغرام أو الميكروغرام من المادة الكيميائية لكل كيلو غرام وزن جسم ,وهذا محدد بجداول معروفة ومعلنة, فمثلاً العجول تحتاج إذا حقنت بال¯ (أموكسيسلين) إلى (25) يوماً لتنتهي فترة سحب الأثر وخلالها يجب ألا يؤكل لحم العجل.‏

ومثال آخر دواء (أريتيرومايسين) يحتاج (24) يوماً و يجب ألا يؤكل لحم الحيوان خلالها وأن يطرح الحليب الناتج عنه مدة (3) أيام متتالية.‏

ما الأثر المتبقي للدواء البيطري?‏

هو المركب الأصل الناتج الاستقلابي الذي يمكن أن يتراكم أو يتخزن ضمن الأعضاء ويعطى فترة ليطرح ,وإذا استخدم المنتج قبل أن يطرح الأثر من جسم الحيوان يؤدي إلى أمراض عديدة كالتحسس أو أمراض الرئة أو التسرطن.‏

من المعروف شيوع استخدام المضادات الحيوية كمحفزات نمو, ما المشكلات الناجمة عن استخدامها?‏

تستخدم كمحفزات نمو في الدواجن مثلاً ويجب ألا تستهلك قبل سحب أثر هذا المضاد من الفروج ,وهذا لا يكشف إلا بالتحليل المخبري,إن كان هذا الأثر مازال موجوداً أو لا, وأيضاً الهرمونات وهي لا تعطى للدواجن إنما للحيوانات الكبيرة كالعجول والأغنام ,وإذا لم تضبط آثارها المتبقية تؤثر على هرمونات الإنسان ويوجد أمثلة كثيرة عنها .‏

ما الطريقة المثلى لاستخدام المضادات الحيوية?‏

هي الطريقة المتبعة في الدول المتقدمة , فمثلاً يجب أن يخضع استيرادها للرقابة وألا تصرف بوصفات طبية أو بيطرية, وأن يكون الاستخدام تحت إشراف طبي, وضرورة وجود قوانين صارمة بشأن فترات السحب واختبار الأثر المتبقي ومنعه كمزيدات علفية .‏

ما المظاهر غير الصحية المتبعة عند المربين المزارعين وكيف تتم معالجتها?‏

توجد مشكلات عديدة كمشكلة استيراد وبيع المضادات الحيوية والأدوية المختلفة بشكل حر, ومشكلات خاصة بالمربين كعدم الالتزام باستشارة الأطباء البيطريين أو الأخطاء في اختيار الأدوية المناسبة لمعالجة الأمراض ,والأخطاء في استخدام الجرعات العلاجية المناسبة لنوع الحيوان والمرض, ويوجد مشكلات خاصة بغياب الضوابط أو المتابعة أو المحاسبة كبيع أو ذبح الدواجن والمواشي ومنتجاتها أثناء فترة المعالجة بسبب الجهل أو الطمع أو الفقر أو حتى لنية الغش, وتتم المعالجة لهذه الظاهرة بالمراقبة عن طريق وزارة الزراعة والاقتصاد والأطباء البيطريين وجمعيات حماية المستهلك ,وبإلزام المنشآت بتعيين أطباء بيطريين كمشرفين, ومراقبة الأثر المتبقي بإحداث مركز متخصص لذلك, مع ضرورة تفعيل دور الإعلام بالتوعية للمربي والمستهلك.‏

وأخيراً..يبقى التساؤل: أين هو دور وزارة الزراعة في إيجاد مخابر خاصة للكشف عن مقدار الأثر المتبقي في جسم الحيوان ونسبة صلاحيته للاستهلاك? وهل تتحمل الدولة مع المزارع أو المربي عبء التكلفة أو الخسارة المحتملة في مراحل إزالة الأثر المتبقي عن الحيوانات والدواجن .وللوصول إلى بيئة سليمة ومتوازنة لابد من التعاون بين جميع الجهات لأن الجميع مسؤول عن بيئة خالية من التلوث.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية