|
ترجمة استطعنا سبر واكتشاف الفضاء لغاية أقاصي الكون, وعجزنا أن نكتشف (حينما كان مازال هناك متسع من الوقت) أن الغالبية العظمى من العراقيين تكرهنا. انتجنا أفلاماً اسعدت الناس في العالم أجمع, وعجزنا أن نتخيل سياسة خارجية يمكن أن تسر خاطر أي كان. والمشكلة ليست فقط بالجمهوريين من اليمين, فالرئيس جورج بوش صحيح أنه لايرى إلى أبعد من أنفه, وإنما أيضاً لاننسى أن الديمقراطيين ورطونا في السابق بالوحل الفيتنامي وبالتالي إن فقدان البصر والبصيرة عادة ثنائية, فهي القاسم المشترك للسياسة الخارجية الأميركية على مدى التاريخ, نحن كنا في الغالب أعداء أنفسنا اللدودين. والعراق هو النموذج الأمثل للحظة الراهنة, لقد غزونا هذا البلد, وفي اعتقادنا أننا سنجعل منه معقل أميركي, فنحن لدينا الحق في الحصول على بترول بأرخص الأسعار وإقامة قواعد عسكرية طويلة الأمد, واعتراف العراقيين المحررين لجميلنا وبدلاً من ذلك, نحن شننا الحرب على العراق, وايران ا, وايران بالذات ساهمنا ضدها. في العام 1953 في إسقاط حكومة رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطياً محمد مصدق, لنحل محله حكومة موالية للغرب, ونتج عن ذلك تولد توتر واحتقان قاد في النهاية إلى انتصار الثورة الإيرانية عام 1979 وأحلامها بامتلاك الذرة, ودون سياستنا تلك, كما يمكن أن تحكم ايران حكومة لاتناصب أميركا العداء, فلماذا نتحرك دوماً ضد مصالحنا على المدى الطويل, ثمة سببان وراء ذلك هما: السبب الأول: هو أن القوى العظمى تتقدم دوماً مثل فيلة تعمل على دفع وتزاحم البشر حيث مرورها, مثيرة استياء ونقمة. تلك القوى تسوي مشكلاتها عبر الوسائل العسكرية وبكل بساطة فقط لأنها تمتلك الوسائل الكفيلة. وإحدى أعظم صفحات ثيكيديد هي تلك التي يروي لنا فيها كيف قررت أثينا قبل 2400 عام تدمير مدينة ميلوس, فقط لأن لديها الوسائل الكافية لذلك. والحال نفسه ينطبق على وضع انكلترا في عام ,1955 وكانت قوة مهيمنة في منطقة (الشرق الأوسط), حينما حاولت تمرير اتفاق بغداد, وهو اتفاق عسكري يهدف إلى حماية مصالحها في الشرق الأوسط, واصطدام الاتفاق بمعارضة الوطنيين العرب, وزاد من المشاعر المعادية لبريطانية, وساهم في سقوط النظام الملكي العراقي عام 1958 آخر المطاف,وصول صدام حسين إلى الحكم. والسبب الآخر يكمن في الولايات المتحدة نفسها فنحن لم نفهم ونستوعب بعد كيف يتحرك العالم. |
|