|
مجتمع الجامعة ولكن عندما تصبح المعلومة مثار جدل وشك يقع الطالب في حيرة من أمره ويصبح بحاجة الى من يرشده الى الطريق الصحيح بأيسر السبل وهنا كانت المشكلة. مكرهاً أخاك لا بطل بجواب قطعي,أكد هادي عبد الرحمن (طالب أدب عربي سنة ثانية) أنه يعتمد على الأكشاك في الحصول على المحاضرات حيث قال:( أغلب الأساتذة لا ينشرون نوطات وأغلب المقررات لا توجد فيها كتب,وحتى لو وجدت فالدكتور يقول إنه مسؤول فقط بما يملي علينا ويشرحه, وغالباً ما يعطي خارج المقرر ويتوسع,ونظراً لقلة الحصص الدرسية في الفصل غير المتناسبة مع ضخامة المقررات يضطر الدكتور للشرح بسرعة واستفاضة وأغلبنا غير قادر على اللحاق بما يقوله,عندئذ نضطر لأخذ المحاضرات من الأكشاك لأنها تقوم بتسجيل كلام الدكتور وتفريغه). ويتابع هادي محتداً الحلقة الأضعف في ذلك هي الطالب فالدكتور يردد دائماً أنه غير مسؤول عن المحاضرات التي تصدرها الأكشاك والطالب غير قادر للأسباب السابقة على متابعة وتدوين كل ما يقوله الدكتور. يختم قوله عاتباً على الأساتذة متمنياً أن يتقيدوا بمقررات محددة حتى لا يضيع الطالب بينهم وبين الأكشاك. أزدشير قره بلا (طالب تربية سنة رابعة) يقول: المقررات محددة وموجودة ولكن أغلب الأساتذة لا يتقيدون بها ويعدوننا في كل حصة بتحديد المطلوب الذي يتأخر كثيراً, ما يضطرنا للجوء الى الأكشاك وأخذ المحاضرات منها كسباً للوقت. أما عن الاشتراكات التي تحددها الأكشاك ثمناً مسبقاً للمحاضرات تساءل أزدشير قائلاً: في بداية كل فصل دراسي تحدد الأكشاك اشتراكاً محدداً يتراوح ما بين 600- 850 ل.س قبل أن يعرفوا عدد المحاضرات التي قد يأخذها الطالب وما حجمها وما تكلفتها ولا أعرف على ماذا يستندون في ذلك. القاضي راض عصام الشماط (طالب ترجمة سنة ثالثة -تعليم مفتوح ) يقول: المحاضرات صحيحة وهي السبيل المساعد الوحيد والرديف للمقررات الجامعية, فهي مطابقة لما يعطى داخل المحاضرة, كما أنها تحوي شرحاً وتفسيراً, أكثر من قبل الدكتور. وعن ثقته بالمحاضرات قال:من السنة الأولى وأنا أعتمد على محاضرات الأكشاك نظراً لكثافة البرنامج وضيق الوقت حيث تبقى السبيل البديل بعد الأساتذة ولم أجد الى الآن ما يدفعني للاعراض عنها . أما زميله آلان بيجو فقد أكد على ما قاله عصام وأضاف :في سنوات دراستي الثلاث الى الآن وأنا أعتمد على محاضرات الأكشاك وليست لدي أي نية للإعراض عنها فأنا أقوم بمقارنة المعلومات الواردة في المحاضرات وبني المقررات ولم أجد أي اختلاف بينهما. إضافة الى أن المحاضرات تحوي أمثلة يوردها الدكتور غير موجودة في الكتاب ولكنه أردف بالقول: لا تخلو المحاضرات من الأخطاء المطبعية كما لا أبرئ أصحاب الأكشاك من بعض الاستغلال ولكن لا بأس ماداموا يقدمون لنا مساعدة خالية من الأخطاء القاتلة. الربح فاضح ولا أخلاقي أصحاب الأكشاك مستغلون ,بهذه العبارة بدأ موسى المحمد طالب المكتبات في السنة الثالثة قوله وتابع هناك استغلال مباشر,فبعض المقررات لا كتب واضحة أو محددة فيها, هنا تصبح الأكشاك المصدر الوحيد للطالب ليبدأ معها فن الاستغلال المنظم لحاجة الطالب إليها وغالباً ما يكون سعر المحاضرة أكبر من التكلفة. فمثلاً محاضرات تتألف من 6 أو 7 صفحات تباع ب10 ليرات ومع الأعداد الكبيرة يصبح الربح فاضحاً ولا أخلاقياًَ. أصحاب الأكشاك يدلون بدلوهم صاحب أحد الأكشاك داخل كلية الآداب قال : لا توجد أي محاضرات خارج إطار مايسمح به الدكتور صاحب المقرر, فجميع الأساتذة يعلمون أن الأكشاك تقوم بتسجيل المحاضرات وتفريغها ومن ثم بيعها. وأي دكتور يعترض بشكل مباشر أو غير مباشر نأخذ اعتراضه على محمل الجد ونمتنع عن نشر محاضرات مقررة أما عملنا يقوم بتسجيل المحاضرات وتفريغها قال: ( نحن لا نتعامل إلا مع طلاب ذوي مؤهلات علمية عالية ويحرصون على متابعة الدوام باستمرار) وعن طريقة اختيار هذا الطالب قال: ( الطالب الناجح واللامع لا يخفي نفسه ومعروف بين الجميع, كما أنه محط ثقة بين الطلاب) وبالنسبة للاشتراكات قال: تحدد الاشتراكات مسبقاً بشكل وسطي حسب خبرتنا وتعاملنا في السنوات السابقة, فمثلاً كان الاشتراك في قسم اللغة العربية محدداً ب900 ل,س وعند نهاية الفصل تبين أن الكلفة فاقت 1500 ل.س ولكن السنوات تعدل بعضها البعض. أما صاحب أحد الأكشاك في نفق الآداب فقد قال: نقوم بتسجيل المحاضرات وتفريغها اعتماداً على طلاب متخرجين أو أصحاب خبرة في هذا المجال وهذا ليس خافياً على أحد, فالمحاضرات التي نقوم ببيعها هي نفس كلام الدكتور ولا تخرج عن سياق ما يريد توصيله أو يقصده أبداً وعن كيفية الربح وخاصة أن الاشتراكات قد تكون أقل من الكلفة, أجاب يتم تعويض ذلك عن طريق الروايات والمراجع التي يستفيد منها الطلاب خلال حياتهم الجامعية, كما أن أعداد الطلاب الكبيرة توازن بين التكلفة والربح. وللأستاذة رأي آخر الدكتورة نهلة عيسى, المدرسة بقسم الإعلام, كان لها رأي مخالف حيث قالت :يجب إيقاف هذه الظاهرةةلعدة أسباب, فهي تسيء لسمعة الأساتذة وتصورهم وكأنهم يتاجرون بالطلاب وبالمقررات العلمية حيث تتم سرقتها بطريقة استخباراتية بشعة عن طريق تسجيل المحاضرات وتفريغها بطريقة غير صحيحة أو حتى عن طريق النقل الحرفي من دون أي فهم أو إشارة لأي مصدر علمي أو قيمة علمية وبذلك قد يشوه .ما أراد الأستاذ إيصاله, كما أنها تسيء للطالب أيضاً وتعوده على الاتكال وعدم الرغبة بالبحث وراء المعلومة, وهذا الأسلوب التلقيني مرفوض خاصة في قسم الإعلام, كما ترى الدكتورة عيسى أن الصعوبات الموضوعية التي يواجهها قسم الإعلام ليست مبرراً للاستسهال من قبل الطالب أو لسرقة الأساتذة الذين يبذلون جهداً كبيراً للشرح والايضاح خلال المحاضرات وأضافت في نهاية حديثها:(إن مهمة الطالب الرئيسية هي الجري وراء المعلومة لأن البحث والتحايل للحصول على المعلومة جزء أساسي وكبير من حياته المستقبلية كما طالبت بايقاف هذه الظاهرة المسيئة للأستاذ والطالب والعملية التعليمية ككل) < علي وفيق حبيب |
|