تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ويصلح العطار ما يفسده الدهر?! ..

عيادة المجتمع
الأحد 18/2/2007
فاتن دعبول

أسرعت نحوي تبادرني التحية, فرددت ببرود يشوبه الشك وعدم اليقين, في ملامحها بقايا من صور لصديقة قديمة لي..

فلولا الوجنتان اللتان تحولتا إلى كرتين كادتا تقفزان في الهواء, ولولا شفاه انتفخت معلنة التمرد لقلت إنها صديقتي بلا أدنى شك.‏

وقطعت حيرتي بقولها: أنا فلانة.. ألا أبدو أكثر جمالاً وأقل عمراً.. نعم لقد تحديت الزمن لئلا يترك بصمته الثقيلة على ملامحي..‏

هي واحدة من كثيرات أصبن بهاجس عمليات التجميل التي باتت إحدى موضات العصر.. فهل هو الخروج عن المألوف أم أنه تقليد أعمى يدفعنا نحو التغيير دون وعي أو تدبير, أم أن الفضائيات بما تبثه في اعلامنا من غث وسمين قد غزت أفكارنا بمعتقدات هي ليست من موروثنا.. أو ربما عشقنا لكل صرخة جديدة يدفعنا لتبنيها بأشكال قد تكون مقنعة في أحيان قليلة.. وغير معقولة في أحايين أخرى..‏

أكره الشيخوخة‏

فطرت على حب الجمال ومتابعة آخر صيحات الموضة, بهذه الكلمات بدأت السيدة إنصاف حديثها وتابعت:‏

أعشق الاناقة وما يتبعها من كلمات الاطراء, شعور رائع أن يعجب بك الآخرون, ويثنوا على رشاقتك والحفاظ على وزنك المثالي.. ترى كم تعطيني من العمر.. أتصدقين أنني أبدو أصغر سناً من مثيلاتي بسنوات عديدة.‏

أليس هذا جميلاً.. ولا أنكر أن زياراتي المتتالية لاختصاصيي التجميل كان لها الدور الأكبر في ذلك, إضافة إلى بعض النصائح التي أتبعها لأحافظ على ما اكتسبته من خلال عمليات التجميل التي أجريتها.. وهمست في أذني (بهذه الطريقة أحافظ على زوجي لئلا تجذبه أخرى).‏

وبدوري أكره التجاعيد وسنوات العمر التي تبدو على الوجوه, وبصراحة لن أسمح لها أن تغزو حياتي...‏

للضرورة أحكامها‏

باتت الاعلانات شريكة في الترويج لهذه الصناعة, فمن الشروط المهمة لتحظين بوظيفة محترمة حسن المظهر..تقول الطالبة هنادي:‏

اضطررت لإجراء عملية (تجميل أنف) لأحظى بعمل لمتابعة دراستي الجامعية.. فكثيرة هي الاعلانات التي تشترط حسن المظهر, وخصوصاً في أعمال العلاقات العامة والسكرتارية, فلابأس من إجراء عمليات بسيطة ما دام هذا الأمر سيكون له الأثر الايجابي في انخراطي بسوق العمل, وأظن أن هذا الأمر ليس ضرباً من الرفاهية بل هو حاجة وضرورة.‏

سيدات مجتمع‏

تتبارى سيدات المجتمع في إبراز أنوثتهن, لذا نرى أنهن الأكثر ارتياداً لاختصاصيي التجميل وخصوصاً فيما يتعلق بتكبير الثدي, أو بشفط الدهون وشد البطن ونفخ الشفاه..‏

تقول السيدة رانيا:‏

يبدو أن العلاقات الاجتماعية تحكمنا أحياناً, فزوجي رجل أعمال معروف, وأضطر لمرافقته في كثير من الأيام والمناسبات لذا أشعر أن الواجب (والاتيكيت) يتطلب مني الظهور بشكل أنيق ولائق, ما دفعني و(اتحدث بصراحة) للقيام بعملية (شفط دهون) وأيضاً إجراء عملية (صناعة أنف جميل).. وهذا اعطاني شعوراً بالثقة والحضور اللافت وخصوصاً بين السيدات اللواتي يشاركنني في المناسبات.‏

في العيادات التجميلية‏

قد نفاجأ برواد العيادات التجميلية عندما نلاحظ غلبة الفتيات الشابات على المسنات لاكتساب الرشاقة والجمال وحسب ما تقتضيه الموضة, وربما يعزى ذلك إلى سيطرة فكرة معايير الجمال الخاصة بالمرأة بالذات في مجتمعنا, لذا تضطر المرأة لمواكبة هذه المعايير ما يشكل عبئاً على المرأة للبحث عن كل ما يجعلها تتمتع بالجمال الذي يرضى به المجتمع.ولجمال الرجال معايير أيضا وخصوصاً من يعمل منهم في المجال الفني وفي قطاع الأعمال وعالم السياسة, وهذا ما أكده العديد من اختصاصيي التجميل.‏

ومن قال إن هذه العمليات حكر على النساء فقط.. يقول السيد (أ.ع) وهو رجل أعمال معروف, ليس عيباً أن يتمتع الرجل بأناقة وجمال خصوصاً أنه يعايش شرائح عديدة من المجتمع وخصوصاً من يملكون مراكز مهمة.‏

فإضافة لمسات من الجمال بيد اختصاصي ماهر قد يعيد لنا الشعور بالشباب الدائم, والنشاط ولا أظن أن ذلك عيب أو حرام.. فالله جميل ويحب الجمال.‏

عند الاختصاصي الخبر اليقين‏

الاختصاصي بالأمراض الجلدية والتجميل يقول: بدأ اهتمام المرأة بنفسها بداية لإرضاء الطرف الآخر, وحفاظاً على الرباط الأسروي من انفراط عقده.‏

أما في وقتنا الحالي فقد تحول التجميل إلى ضرورة ملحة بسبب خروج المرأة من القوقعة المنزلية واندماجها في المجتمع سواء على صعيد التعليم أو العمل, فباتت تتعرض للشمس, ومواد التجميل رخيصة الثمن, ما أدى إلى مشكلات في البشرة غير معهودة قياساً لسني عمرها الأولى, وأيضاً إلى العوامل الاقتصادية التي باعدت سن الزواج عند الفتاة حتى يمكن أن يصل من 25-35 سنة لذا لم يعد التجميل حكراً على بعض سيدات المجتمع المخملي بل انتشر إلى شرائح المجتمع كافة.‏

وما سهل انتشاره التقدم العلمي والدوائي والتقني الذي أحدث ثورة في الجراحة التجميلية والمعالجات الدوائية ودخول أجهزة مساعدة للحفاظ على بشرة جيدة وقوام مثالي أهمها أجهزة الليزر, وشفط الشحوم عن طريق الأمواج فوق الصوتية..‏

ولا يمكن تجاهل اليد الماهرة, فعلى طبيب التجميل أن يكون فناناً أولاً ومن ثم مهنياً محترفاً..‏

فقد ساهمت أجهزة الليزر الحديثة بإعطاء حلول جذرية لشيخوخة الجلد خلال دقائق أو ساعة ودون أن تترك آثاراً جانبية آنية أو لاحقة..‏

إضافة إلى إخفاء الكثير من (الندب والتشققات عن طريق علاجات بسيطة ب (ضوء الليزر)).. وبكلفة زهيدة.‏

ما أتاح الفرصة أمام شرائح المجتمع كافة للاستفادة من العلاج ويبقى الهدف الأسمى وهو تحقيق جمال البشرة.. لأن جمال البشرة هو الأهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية