تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حوار

رؤية
الأحد 18/2/2007
محمد قاسم الخليل

منذ أكثر من عقدين من الزمن , ودعوات الحوار مستمرة في مختلف جوانب الحياة البشرية الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الدينية ,

بل تحول الحوار في بعض الجوانب إلى شبه منظمة عالمية لها أطراف ومقر ومؤسسات متفرعة منها , فكان الحوار بين الشمال والجنوب , والحوار بين الثقافات والحوار بين الأديان .‏

وكان الهدف المعلن لأغلب الحوارات الوصول إلى تفاهم بين الشعوب , والتوصل إلى صيغ مشتركة , ليدخل الجميع الألفية الثالثة بعالم جديد متغير تختفي فيه الفوارق وتنتهي المواجع والآلام , وتتحول المواجهات والتصادم إلى التلاقي والتفاهم .‏

لننظر إلى العالم اليوم وقد مضت ست سنوات كاملة من الألفية الثالثة ونحن في بداية العام السابع , وهي سنوات كافية لظهور حراك ملموس في قضايا ذاك الحوار , وإنتاج تفاهمات مشتركة حول القضايا المثارة .‏

ماذا نرى ? !!‏

ننظر فنرى أن الحوار كان من نوع ( كلام الليل يمحوه النهار ) , ولنجد أن التصادم اليوم أعمق من ذاك الذي خلفناه وراء ظهورنا , والشرخ أوسع مما كان عليه في نهاية الألفية الثانية .‏

ومثل هذا الوضع الذي آلت إليه البشرية في الألفية الثالثة لا يحتاج إلى كثير من الفلسفة والتفسير , فالدعوة إلى الحوار كانت تأتي دائما من طرف قوي , ويحاول هذا الطرف فرض رأيه وتوجهاته على الآخر , فأصبح الآخر مغبونا وليس ندا له ما له وعليه ما عليه.‏

ومن الأسباب الجوهرية في عدم تحقيق غايات وأهداف الحوار كما أرى أن كل طرف يحاور وهو متشبث بأفكاره منغلق عليها , يحاور وهو ينظر إلى الطرف المقابل بريبة وشك , بل يصل الأمر بالجنوب إلى الاعتقاد بنظرية المؤامرة , وبالمقابل يعتبر الشمال أن الطرف المقابل مصدر القلاقل وتهديد لقيمه الاجتماعية والثقافية التي بلغها في هذا العصر .‏

ويبدو الآن واضحا على أرض الواقع أن ما يشعر به كل طرف إلى الآخر هو حقيقة وليست مجرد شك وتخمين , ولذلك تتطابق النتيجة النهائية للحوار مع المثل القائل: (كأننا يا بدر ما رحنا ولا جينا ) والمثل ( كأنك يا أبو زيد ما غزيت ) ,‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية