تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا إعلام بلا إعلان..

فضائيات
الأحد 18/2/2007
أحمد العمار

لم يعد تأثير الإعلان في صناعة الرسالة الإعلامية محل نقاش بين الباحثين والدارسين والقائمين على أجهزة الإعلام, بمعنى لم يعد السؤال مطروحاً بصيغته التقليدية : هل يؤثر الإعلان أم لا ? بل أصبح النقاش منصباً على تقرير حقيقة مهمة : نعم يؤثر , ولكن إلى أي مدى ,وما حدود هذا التأثير , وما سبل السيطرة عليه, والوصول إلى ما يشبه ( خلطة كنتاكي) السرية في المواءمة والتوافق بين الأداء الإعلامي والإعلاني?

والعلاقة التلازمية بين هذين الأداءين بدأت أصلاً من حاجة الوسيلة الإعلامية ( مرئية أم مسموعة أم مقروءة) إلى من يمولها, ويغطي تكاليفها المتعلقة بالبث والنشر والعمليات الفنية الأخرى, وما أكثرها, ولما كانت الوسيلة عاجزة عن القيام بذلك منفردة ,فإن الحاجة إلى وجود ممول تصبح أكثر إلحاحاً , وهنا يأتي الإعلان خياراً جاهزاً وحلاً عملياً قادراً على تعويض الخسائر, وربما نقل الوسيلة من مرحلة الخسارة إلى مرحلة الربحية.‏

وعند الحديث عن موقف القائمين على الوسيلة من الإعلان , فإننا أمام رأيين مختلفين: حيث يتمثل الرأي الأول بالنظر إلى الإعلان نظرة ملؤها الشك والريبة على اعتباره يسيء بشكل أو بآخر للرسالة الإعلامية, لأنه ينحو بها منحى تجارياً في الوقت الذي يفترض فيه أنها وجدت لتحقيق جملة من الأهداف كالأخبار والتثقيف والتوجيه والترفيه وغيرها.‏

بينما يرى القائلون بالرأي الآخر أن جمالية الطرح في الرأي يجب ألا تنسينا أن الوسيلة لابد وأن تحقق مستوى معقولاً من الربحية يكفل استمرارها في أداء يحملها, لذا يجب أن تبحث عن موارد, ولما كانت الخيارات أمامها محدودة جداً , فإن الإعلان يبدو مرشحاً قوياً لتعويض النقص الحاصل في تمويل الوسيلة من جهة, ولنقلها من مؤسسة ومنشأة خاسرة إلى أخرى رابحة.‏

وبسبب ارتفاع تكاليف البث فإن قلة من القنوات الفضائية العربية مثلاً استطاعت تجاوز معضلة تعويض الخسائر والانتقال إلى مرحلة تحقيق الأرباح وتخطي ما يسميه محاسبو التكاليف نقطة التعادل الاستثماري أو ( النقطة صفر) Break even point وهي النقطة التي تصبح فيها تكاليف المشروع الإعلامي تعادل إيراداته بمعنى الوصول إلى حالة اللاربح واللاخسارة.‏

وبالنتيجة, فإنه لابد للمشروع الإعلامي الطامح إلى النجاح من الاعتماد وبشكل رئيس على الإيرادات التي يضمنها الإعلان شريطة ألا يتم التخلي عن الأهداف التي وجدت من أجلها الرسالة الإعلامية أصلاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية